للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجل لقاحه بالماء، لأنه يغمه في جوفه. قال شمر: ويجوز أن يسمى غمامًا من أجل غمغمته وهو صوته، والغمام واحد وجماعة واحدتها غمامة.

في كتاب النكاح، في الهدية للعروس قول أنس في خبر الذين أطالوا الجلوس عند النبي في وليمة زينب: (فجعلت أغتمُّ لذلك) (١) مشدد الميم أي: أصابني الغم لتأذي النبي بذلك، ورأيت بعض الشارحين قد اختلط عليه ضبطه، حتى لم يعرف معناه. وقال: أظنه أعتم بعين غير معجمة وتاء مكسورة مخفف الميم، وفسره بمعنى أبطأ ولا معنى له هنا. وإنما أراد أنس أنه اغتم لاغتمام رسول الله ، وشغل سره بالذين قعدوا يتحدثون في بيته، وتأذيه من ذلك واستحيائه منهم، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ﴾ [الأحزاب: ٥٣] الآية، ومنه قوله في حديث آخر: مغمومًا. وقوله تعالى: ﴿مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ﴾ [آل عمران: ١٥٤] وسمى غمًّا لاشتماله على القلب.

قوله: (تأتي البقرة وآل عمران كأَنهما غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ) (٢) بميمين في الأول، وياءين باثنتين تحتهما في الثاني، هما بمعنى.

[الغين مع النون]

[(غ ن ث ر)]

قوله: (يا غُنثر) (٣): بضم الغين والثاء المثلثة، وبعضهم: بفتح الثاء، وبالوجهين قيدنا الحرف عن أبي الحسين وغيره والنون ساكنة، وذكر الخطابي فيه عن النسفي: فتح العين المهملة وتاء باثنتين، فوقها، وفسره: بالذباب الأزرق، والصحيح الأول ومعناه فيهما: يا لئيم يا دني، تحقيرًا له، وتشبيهًا بالذباب، والغنثر ذباب. وقيل: هو مأخوذ من الغثر وهو السقوط. وقيل: هو


(١) البخاري (٥١٦٣).
(٢) مسلم (٨٠٤).
(٣) مسلم (٢٠٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>