للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكره البخاري، وفي مسلم (وكان كثيرًا مما يرفع رأسه إلى السماء) (١) معناه: كثيرًا ما يحرك به شفتيه وكثيرًا ما يرفع رأسه ومثله:

قوله: في الحديث الآخر في كراء المزارع، (فمما يصاب ذلك وتسلم الأرض، ومما تصاب الأرض وتسلم هذه) (٢) بمعني ذلك أيضا، وهي كلمة صحيحة بينة في هذا الحديث.

ونحو منه في العبارة أيضًا في مسلم: (كان مما يقول من رأى منكم رؤيا) (٣) قال ثابت في مثل هذا: كأنه يقول: هذا من شأنه ودأبه، فجعل كناية عن ذلك، يريد ثم أدغم النون. وقال غيره معنى "مما" هنا بمعنى ربما، وهو من معنى ما تقدم لأن ربما تأتي للتكثير أيضًا، وقد ذكرنا ذلك في بابه في فتح مكة.

في مسلم (وكان أبو هريرة مما يكثر أن يدعونا إلى رحله) (٤) وفيه في حديث النجوم أمنة السماء، (وكان كثيرًا مما يرفع رأسه إلى السماء) (٥) تكون "مما" هنا بمعنى ربما التي للتكثير، وقد تكون فيها زائدة.

[الميم مع النون]

[(م ن أ)]

وقوله: (تمعس منيئة لها) (٦) بفتح الميم وكسر النون مهموز مثل: حديدة هو الجلد في الدباغ، وتمعسه تلينه وتعركه.

وذكر المني: مشدد الآخر بكسر النون غير مهموز ماء الذكر يقال: منيت وأمنيت.


(١) مسلم (٢٥٣١).
(٢) البخاري (٢٣٢٧).
(٣) مسلم (٢٢٦٩).
(٤) مسلم (١٧٨٠).
(٥) مسلم (٢٥٣١).
(٦) مسلم (١٤٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>