للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنه قولهم: أسخن الله عينه، كذا سمعت الأستاذ أبا الحسن بن الأخضر يفسره وهو قول الأصمعي. وقال غيره: إنما هو من القرار والثبات يقال: للإنسان ذلك أي: أبلغك الله أملك فقرّت عينك، ولم تطمح إلى أمل إذ قد بلغته، وقرّت من تطلعها إليه. وقيل: لأن دمعة السرور باردة، ودمعة الحزن حارة. قال الداودي: يعني بقرَّة عيني النبي .

وقوله: (ولّ حارها من تولى قارها) (١) أي باردها، يريد نعيمها وهنيئها، ومنه الغنيمة الباردة: أي: الهنيئة التي ليس فيها قتال، وقد تقدم بيانه في الحاء.

وقوله: (كليل تهامة لا حر ولا قُرّ) (٢) بضم القاف يعني: البرد أي: معتدلة. قيل: معناه لا ذو حر ولا ذو قر، وصفها، كما قيل: رجل عدل، ويحتمل أن يريد لا فيها ولا قر، فحذف استخفافًا، ومنه فأخذتنا ليلة ذات ريح وقر، وفيه فقُررت أي: أصابني البرد: بضم القاف.

وقوله: (فلم أتَقَارَّ أن قمت) (٣) أي: لم يمكني قرار ولا ثبات حتى قمت.

وقوله: (أقرت الصلاة بالبر والزكاة) (٤) قيل: معناه قرنت أي: إنها توجب لصاحبها البر وهو الصدق وجماع الخير، والزكاة التطهير والمكانة في الدنيا والآخرة، ويحتمل أن يكون من القرار بمعنى أثبتت معها، والباء هنا بمعنى مع، وإليه كان يذهب شيخنا أبو الحسين أي: ألزمت حكمها، وسويت معها.

[(ق ر ص)]

قوله: (فلتقرصه بالماء) (٥) يعني: دم الحيضة في الثوب. رويناه بالتثقيل: فلتقرصه وبالتخفيف ومعناه: تقطعة بظفرها. وجاء في موضع آخر: ثم تقترص الدم، تفتعل منه.


(١) مسلم (١٧٠٧).
(٢) البخاري (٥١٨٩).
(٣) مسلم (٩٩٠).
(٤) مسلم (٤٠٤).
(٥) الموطأ (١٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>