للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: (إني حلبت من ثدي امرأتي لبنًا كثيرًا) كذا جاء في الحديث، وكذا يستعمله الفقهاء، وكذلك حديث لبن الفحل. قال أبو عبيد: والمعروف في كلام العرب لبانها. وقال غيره: اللبان لبنات آدم، واللبن لسائر الحيوان.

وقوله: (وأنا موضع تلك اللبنة) (١) و (رأيته على لبنتين) (٢) بفتح اللام وكسر الباء وبكسر اللام وسكون الباء معًا، ويجمع لبنًا، ولبنًا من كسر اللام وهم بنو تميم يسهلون مثل هذا فيقولونه: بسكون الباء، وهذا هو الصواب المعلوم.

وقوله: (ولبنتها ديباج) (٣) لبنة الثوب: رقعة في جيبه: بكسر اللام وسكون الباء.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: (فإنه يبعث يوم القيامة ملبدًا) كذا ذكره البخاري في حديث أبي النعمان (٤) كتاب الجنائز، بمعنى تلبيد الشعر على ما تقدم، وكذا ذكره مسلم من رواية محمد بن صباح (٥)، عن هشيم ورواية يحيى بن يحيى وغيره عن أبي بشر عن سعيد بن جبير. والذي جاء في سائر المواضع فيهما وفي غيرهما "ملبيًا". بالياء من التلبية وهو أصح وأشبه بمراد الحديث، وأشهر في الرواية مع ما جاء في الروايات الأخر: "يلبي" فارتفع الإشكال، لأن النبي إنما نهاهم عن تغطية رأسه لأنه يحشر يلبي فيجب أن يترك بصفة الحاج المحرم وليس للتلبيد هنا معنى.

قوله: في حديث الرضاعة: (فيحرم بلبنها) (٦) كذا الرواية فيه في هذا الحديث من غير خلاف، وقال ابن مكي في كتابه: إن ذكر اللبن لبنات آدم خطأ إنما هو لغيرهن، وللمرأة لبان، وهذا الحديث يرد عليه.


(١) الترمذي (٣٦١٣).
(٢) البخاري (١٤٥).
(٣) أحمد (٢٠١٦٠)
(٤) البخاري (١٢٦٥).
(٥) مسلم (١٢٠٦).
(٦) الموطأ (١٢٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>