للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ق ر ض)]

قوله: القرض، والسلف، والدين: بمعنى، إلا أن القرض ما لا أجل فيه، والدين ما فيه أجل، سمي قرضًا لاقتطاع صاحبه له من ماله للآخر. والقرض الفعل الحسن.

ومنه قوله: (من يقرض غير عديم) (١) و ﴿مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾ [البقرة: ٢٤٥] قيل: يعمل عملًا حسنًا. وقيل: سمي بذلك لما قدمه الإنسان ورجا ذخر الثواب له، شبهها بالقرض في المداينة والسلف.

وقوله: (فيقرضه بالمقاريض) (٢) أي: يقطعه بها، والمقراض: المقص.

[(ق ر ط)]

قوله: (كأنهم القراطيس) (٣) جمع: قرطاس، وهو الصحيفة. قال ابن عرفة: العرب تسمي الصحيفة قرطاسًا من أي شيء كانت. قال القاضي : تشبيهه هنا المخرجين من جهنم بعد اغتسالهم، وأنهم صاروا كالقراطيس دليل على أنه أراد بها بياضها، وهذا يدل على أنه لا يقال إلا للأبيض فيها، ومنه سمي بعض خيل النبي : القرطاس لبياضه، وأما هذه القراطيس الكاغد المستعملة اليوم، فلم تكن موجودة، وإنما صنعت بعد هذا بمدة على ما ذكره أصحاب الأخبار.

وقوله: (سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيها القِيرَاط) (٤) يريد مصر، والقيراط: جزء من الوزن، وهو عند أهل الحساب وسائر الفقهاء والموثقين، وعند أهل الفرائض في عرفهم جزء من أربعة وعشرين، وضعوه لتقريب القسمة لأن أربعة وعشرين أكثر الأجزاء فلها نصف وثلث وربع وسدس وثمن، والقيراط نصف درهم على صرف الديات وغيرها، فيأتي في الدينار أربعة وعشرون قيراطًا،


(١) مسلم (٧٥٨).
(٢) مسلم (٢٧٣).
(٣) مسلم (١٩١).
(٤) مسلم (٢٥٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>