للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: (لو كانت لي منعة) (١) بفتح الميم أي: جماعة يمنعونني جمع مانع، وهو أكثر الضبط فيه. ويقال: بسكون النون أيضًا أي: عزة امتناع امتنع بها، وبفتحها ضبطه الأصيلي، وكذا الكلمة الأخرى في الحديث الآخر (في عز ومَنَعَة) بالفتح والإسكان في كتاب البخاري على ما تقدم من الوجوه، وهو مذهب الخليل. وأنكر أبو حاتم الإسكان اسم الفعلة من منع، أو الحال بتلك الصفة أو مكان بتلك الصفة.

وقوله: في الضحايا: (وذكر منه من جيرانه) (٢) كذا للأصيلي وأبي الهيثم بالميم، ولم يضبطه الأصيلي ولابن السكن، ورواه مسلم "هنة" وللفارسي: "هيئة" فيحتمل أنها: بضم الميم وتشديد النون أي: ضعفًا وحاجة. قال ابن دريد: هو من حروف الأضداد: رجل ذو منة، إذا كان قويًا، ورجل ذو منة إذا كان ضعيفًا ومنه: السير يمنه: إذا أجهده وأضعفه، ورواية ابن السكن أيضًا لها وجه، والهنة يعبر بها عن الحاجة، وعن كل شيء، وقد جاء في الحديث الآخر: وكان عندهم ضيف فأمر أن يذبحوا قبل الصلاة ليأكل ضيفهم، فأما رواية الفارسي. فوهم لا وجه لها.

وقول عائشة في حديث ابن نمير في الحج: (سمعت كلامك مع أصحابك فمنعت العمرة) كذا للسجزي هنا، وكذا أخرجه البخاري وهو الصواب، وعند بقية رواة مسلم: (فسمعت بالعمرة) (٣) وهو تصحيف.

وفي الشروط، في حديث أبي بصير: (قدم على النبي من منى مهاجرًا) (٤) كذا للهروي، والنسفي، وابن السكن وهو وهم، وصوابه رواية الأصيلي (مؤمنًا).

وقوله: في صدر كتاب مسلم (ونقدم الأحاديث التي هي أسلم من العيوب وأنقى، من أن يكون ناقلوها أهل استقامة) (٥) قال بعضهم: صوابه:


(١) مسلم (١٧٩٤).
(٢) البخاري (٥٥٦١).
(٣) مسلم (١٢١١).
(٤) البخاري (٢٧٣٤).
(٥) مسلم: المقدمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>