للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ق ب ض)]

قوله: (اجعله في القَبَض) (١) بفتح الباء، هو ما يجمع من المغانم، ومنه في الحديث الآخَر: "كان سلمان على قبض من قبض المهاجرين"، وكل ما قبض من مال فهو قبَض: بالفتح، واسم الفعل بالسكون.

وقوله: (القابض الباسط) (٢) وبيده القبض والبسط، ويقبضني ما يقبضها. فسرناه في حرف الباء والسين.

وقوله: (يقبض الله الأرض يوم القيامة) (٣) ويقبض ويقبض السماء أي: يجمعهما، وذلك - والله أعلم - عند انفطار السماء، وانتساف الجبال، وتبديل الأرض غير الأرض.

وقوله: في الحديث الآخَر: (ويقبض أصابعه ويبسطها ويقول: أنا الملك) (٤) تقدم في حرف الهمزة معنى الإصبع في حق الله تعالى، وتنزيهه عن الجارحة، وإذا كان ذلك، وجعلت الأصابع بعض مخلوقاته أو نعمه، صح فيها القبض والبسط، [ويرجع القبض والبسط] (٥) يتصرف في كل ما يليق به، فقد يرجع القبض في حق الأرض إلى جمعها، أو إذهابها، وتكون هي بعض الأصابع إذ هي إحدى مقدوراته ونعمه للعباد، وأنه جعلها لهم ﴿كِفَاتًا (٢٥) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (٢٦)[المرسلات، الآيتان: ٢٥، ٢٦] وجعل فيها تصرفاتهم وأرزاقهم، ويكون بسطها مدها كما قال: ﴿وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (٣)[الانشقاق: ٣] أو خلق أخرى مكانها، كما جاءت به الأحاديث والآيات في ذلك. والله أعلم بمراده (٦).

وقولها: (فأرسلت إليه أن ابنًا لي قبض) (٧) أي: توفي. وفي الحديث: (فجاء النَّبِيّ ونفسه تقعقع) يبين أن معنى قبض: أنه في حال الموت وفي سبيله.


(١) أحمد (١٥٥٩).
(٢) أبو داود (٣٤٥١).
(٣) البخاري (٧٣٨٢).
(٤) مسلم (٢٧٨٨).
(٥) في المخطوطة (م) والمطبوعة.
(٦) مذهب السلف في الصفات: التسليم بها كما جاءت، وعدم تأويلها.
(٧) البخاري (١٢٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>