للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فارقه وبَعُدَ أيضًا عنه. والبين: الفراق، والبعد والبين أيضًا الوصل، ومنه ﴿لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ﴾ [الأنعام: ٩٤].

وقوله: (بينا أنا في أمر) (١) أي: بينما وكأنه من البين الذي هو الوصل، أي: أنا متصل بفعله، والتبين: التثبت. وقرئ: (فتبينوا وفتثبتوا).

وقوله: (ليس بالطويل البائن) (٢) أي المفرط في الطول، كأنه من المفارقة والبعد، أي الذي بان عن قدود الطوال، وبَعُدَ عن شبههم، أو من الظهور، أي الذي ظهر شذوذ طوله عليهم.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في باب التحريض على القتال: (نحن الذين بايعنا محمدًا) كذا، رواه الأصيلي وأبو ذر هنا، ورواه غيرهما هنا، (بايعوا) (٣) على الصواب، والمعروف في غير هذا الباب وبه يتزن الكلام، وكذا جاء في رواية كافتهم، في هذا الباب (على الإسلام ما بقينا أبدًا) وصوابه ووزنه، والمعروف في غيره (على الجهاد) ولولا روايته على هذا لقلنا أنه ليس برجز وأنه سجع.

في قصة الأسود العنسي: قول مسيلمة للنبي : (إن شئت خليت بيننا وبين الأمر ثم جعلته لنا بعدك) (٤) كذا لجميع الرواة، وهو وهم. وصوابه ما للنسفي (إن شئت خليتُ بينك وبين الأمر).

في حديث هرقل: (فتبايع هذا الرجل) (٥) كذا هو بالباء لأبي ذر، والقابسي من البيع، لكن عند أبي ذر: (فتبايعوا) وهو وهم وخطأ. ورواه الأصيلي: "فنتابع" بالتاء من الاتباع، وعنده فيه: تتابعوا أيضًا، ورواية القابسي الصواب والمبايعة والمتابعة متقاربة المعنى في الصحة.


(١) مسلم (١٤٧٩).
(٢) البخاري (٣٥٤٨).
(٣) البخاري (٢٨٣٤).
(٤) البخاري (٤٣٧٩).
(٥) البخاري (٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>