للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ح ص ر)]

قوله: (تعرض الفتن على القلوب كالحصير، وعرض الحصير، عودًا عودًا) (١) قيل: معناه تحيط بالقلوب يقال: حصر به القوم إذا أحدقوا به. وقيل: حصير الجنب عرق يمتد معترضًا على جنب الدابة إلى ناحية بطنها شبهها بذلك، وقال ثعلب: الحصير لحم يكون في جانب الصلب من لدن العنق إلى المتين. وقيل: أراد عرض أهل الحق واحدًا واحدًا والحصير: السجن. وقيل: تعرض بالقلوب فتلصق بها لصق الحصير بالجنب وتأثيرها فيه، وبقاء أثر أعوادها في الجلد إذا لزقت به، وإلى هذا كان يذهب من شيوخنا سفيان بن العاصي، والوزير أبو الحسين. وقيل: تعرض عليها واحدة واحدة كما تعرض المنقية لشطب الحصير، وهو ما تنسج منه من لحاء القضبان على النساجة، وتناوله لها عودًا بعد آخر، وإلى هذا كان يذهب من شيوخنا أبو عبد الله بن سليمان، وهو أشبه بلفظ الحديث ومعناه، وقد بسطنا الكلام عليه وبيناه في الإكمال لشرح صحيح مسلم وسيأتي اختلاف الرواية في قوله: عودًا عودًا واختلاف التأويل فيه في حرف العين إن شاء الله.

وقوله: في المحصر والإحصار والحصر، و (لما حصر رسول الله ، ويروى: أحصر) (٢) قال إسماعيل القاضي: الظاهر في اللغة أن الإحصار بالمرض الذي يحبس عن الحج، وأن الحصر بالعدو ونحوه لأبي عبيدة. وقال ابن قتيبة: احصر بالمرض والعدو، وحصره العدو.

ومنه: (فلما حصر) (٣) و (كنا محاصرين حصن خيبر) (٤) أي: مانعيهم الخروج وإذا حاصرت أهل حصن، وأصل الإحصار: المنع.

والحصور: الممنوع عن النساء: إما خلقة أو علة "فعول بمعنى مفعول".

وقيل: هو في يحيى بن زكريا آية.


(١) مسلم (١٤٤).
(٢) مسلم (١٧٨٣).
(٣) الترمذي (٣٦٩٩).
(٤) البخاري (٣١٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>