للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما لم يسمّ فاعله، وهو أبين وأرفع للإشكال وإن كانت الرواية الأولى إلى هذا تصرف، وأن المنادي بالصوت غير الله وأضيف إليه: إذ هو عن أمره، إذ كلام الله ليس يشبه كلام البشر، ولا هو صوت ولا حرف (١).

وفي غزوة حنين: (فنادى نداءين) (٢) كذا لأبي الهيثم، ولغيره: ناديين، والصواب الأول بدليل سياق الحديث.

وفي باب: اسم الفرس والحمار في حديث الصيد: (فأكلوا فندموا) (٣) كذا الرواية، وعند الجرجاني هنا: فقدموا، والأول، أبين، وقد يكون للقاف وجه أي: قدموا على النبي ، بدليل ما بعده.

وقوله: في كتاب مسلم، في الهجرة: (راع لرجل من المدينة) (٤) قيل: صوابه من أهل مكة، وكذا جاء في البخاري من رواية إسرائيل.

وقوله: في غزوة بدر، في مسلم: (فندب رسول الله الناس) (٥) أي: حثَ ورغب ودعا، لذلك كذا لهم، وعند العذري: (ونذر رسول الله الناس) أي: أعلمهم، والمعروف في هذا أنذر: أي: أعلم قال الله تعالى: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ﴾ [يس: ٦]. وأما نذر بالشيء فبمعنى: علم، لكنه قد جاء نذير بمعنى منذر قال الله تعالى: ﴿لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفرقان: ١].

[النون مع الذال]

[(ن ذ ر)]

وقوله: (إن القوم نذروا بنا) (٦) بالكسر أي: علموا، وسمي النبي منذرًا، لإعلامه بما يحذر منه وهي النذارة، وبما بشَّرَ به، وهي


(١) لا شك بأن كلام الله تعالى لا يشبه كلام البشر، ولسنا بحاجة إلى القول بأنه ليس بصوت ولا حرف ونقف عند قوله تعالى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾.
(٢) البخاري (٤٣٣٧).
(٣) البخاري (٢٨٥٤).
(٤) مسلم (٢٠٠٩ م).
(٥) مسلم (١٧٧٩).
(٦) البخاري (٤٠٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>