للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسكون الواو وفتح الباء وهما بمعنى صحيحان الباع والبوع. والبوع بالفتح والضم واحد، وهو طول ذراعي الإنسان وعضديه، وعرض صدره وهما أربع أذرع. قال الباجي: وهي من الدواب قدر خطوتها في المشي وهو ما بين قوائمها، وذلك ذراعان، والبوع أيضًا مصدر باع إذا بسط باعه، ومد في سيره.

المراد هنا ما جاء في الحديث في حق الله تعالى من مجيبه، كذلك أو المجيء إليه وتمثيله بالذراع، والباع والمشي والهرولة مجاز كلام العرب، والاستعارة لمجازاة الله عبده عند طاعته له وإنابته إليه وإقباله على عبادته بقبول توبته، وتيسيره لطاعته، ومعونته عليها، وتمام توفيقه وهدايته، والله أعلم بمراده.

[(ب و ل)]

قوله: (لا يبالي الله بهم بالة) (١) وقوله: (لا يلقي لها بالًا) (٢) و (ما كنت لأباليها) وما باليت، وما تباله، كله من الاكتراث والاهتمام بالشيء، والبال الاكتراث. يقال: ما أباليه بالة وبالًا. وبلًا، مكسور مقصور مصدر، وقيل: اسم، أي لم أكترث به ولم أبل بالأمر ولم أباله، فمن قال: لم أبل حذف على غير قياس لأن اللام متحركة فلا يجوز حذف الألف. وذكره صاحب العين ومختصره في حرف المعتل بالواو. وقال سيبويه في بالة: كأنه بالية كعافية يريد فحذفت الياء ونقلت حركتها على اللام. والبال أيضًا: الحال ومنه ما بال الناس أي: حالهم وفلان رخي البال أي: الحال، وقيل: المعيشة أي: حسنها، ومنه ناعم البال، وكله راجع إلى الحال. ويُصْلِحَ بالكم في القرآن والحديث.

ومنه: (ما بال هذه) (٣) أي: ما حالها وشأنها، و (ما بال الطعام) (٤) في حديث صفة أهل الجنة، أي: ما حاله وشأنه.


(١) البخاري (٦٤٣٤).
(٢) البخاري (٦٤٧٨).
(٣) البخاري (٢١٠٥).
(٤) مسلم (٢٨٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>