للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليكم وأشق بإلزامكم السعي إلى الجماعة في المطر والطين. وجاء في الرواية الأخرى: كرهت أن أؤثمكم أي: أن أكون سبب اكتسابهم الإثم بحرجكم لمشقة الطين والمطر، فربما سخط المرء أو تكلم عند ذلك بكلام يؤثم فيه. وجاء في بعض الروايات: "أن أخرجكم". بالخاء المعجمة وله وجه، ويدل عليه ما بعده (فتمشون في الطين).

وفي الحديث الآخر: (تحرجوا أن يطوفوا) (١) وكانوا يتحرجون أي: خافوا الحرج والإثم، كذا في رواية المسرقندي، وتفسره الرواية الأخرى للطبري والعذري فتخوفوا، وعند السجزي: تحوبوا: أي: خافوا الحوب والإثم وكله بمعنى واحد.

وقوله: (فلما أكثروا من التذكرة والتحريج) (٢) أي: تخويف الإثم.

[(ح ر ر)]

وقوله: الحرور: بفتح الحاء الحر، ومنه في حديث جهنم: (فما وجدتم حرًا أو حرورًا) (٣) قيل: الحرور استيقاد الحر، ووهجه بالليل والنهار، وأما السموم فلا يكون إلا بالنهار. وقال أبو عبيدة: الحرور بالنهار مع الشمس. وقال الكسائي: الحرور السموم.

وقوله: (جلاميد الحرة) (٤) وحرة المدينة، و (شراج الحرة) (٥): الحرة كل أرض ذات حجارة سود بين جبلين، وإنما يكون ذلك من شدة الحر والشمس فيها، وجمعها حرار، وحر، وحرات وأحرون في الرفع، وأحرين في النصب والخفض، ويأتي تفسير الشراج.

وقوله: (حر وجهها) (٦) أي: صفحته وما دق من بشرته، وحرارة الجبين ما رق منه، والحر من كل شيء أعلاه وأرفعه.


(١) البخاري (١٦٤٣).
(٢) البخاري (٦٠٧٥).
(٣) مسلم (٦١٧).
(٤) مسلم (١٦٩٤).
(٥) البخاري (٢٣٦٠).
(٦) مسلم (١٦٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>