للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سواد الخدين من المرأة الشاحبة. قال الأصمعي: هي حمرة يعلوها سواد. يقال فيه: بفتح السين وبضمها، وفي الحديث الآخر: (أرى بوجهك سفعة غضب) (١) يقال: بفتح السين وضمها، وفي الحديث الآخر: وعندها جارية بوجهها سفعة، رويناه بالوجهين، وفسرها في الحديث صفرة، وهذا غير معروف في اللغة. وقيل: معناه علامة من الشيطان. وقيل: ضربة وأخذة من الشيطان من قوله: ﴿لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ﴾ [العلق: ١٥] سفعت بالناصية، قبضت عليها، وسفعة لطمة، وسفعته بالعصا ضربته. وقوله: (لنسفعا بالناصية) من هذا أي لنأخذن بها ونجزيه بها، وأصل السفع: الأخذ بالناصية، ثم استعمل في غيرها. وقيل: لنعلمه بعلامة أهل النار من إسوداد وجهه، وزرقة عينه، فاكتفى بالناصية عن ذكر الوجه. وقيل: لنذلنه. وقيل: غير ذلك

وقوله: (بعد ما مسهم منها سفع) (٢) يعني النار أي: سواد من لفحها. وقيل: علامة من النار.

[(س ف ف)]

قول البخاري: (أكلاً لما: السف) (٣) هو الإكثار، والأكل الشديد، فقوله: السف إشارة إلى هذا، وإنما يستعمل السف في الشرب.

وقوله: (إذا شرب استف) (٤) كذا عند مسلم، والأصيلي: بالسين المهملة، وهو الإكثار من الشرب. قال أبو زيد: سففت الماء إذا أكثرت من شربه ولم ترو. ورواه بعض رواهُ البخاري: اشتف بالمعجمة، وهو قريب من الأول، وهو الاستقصاء في الشرب مأخوذ من الشفافة. وهي البقية تبقى في الإناء، فإذا شربها صاحبها قيل: اشتف.


(١) مسلم (٣٠١٤).
(٢) البخاري (٦٥٥٩).
(٣) البخاري تفيسر سورة الفجر.
(٤) البخاري (٥١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>