للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعل، قال أبو علي: هو كحل يجلو البصر. وقيل: هو الإثمد.

(وجلى الله لي بيت المقدس) (١) أي كشفه وأبانه حتى رأيته، روي بالتخفيف والتشديد.

وقوله: (فجلى للمسلمين أمرهم) (٢): أي كشفه وبيّنه.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: (جُلبَّان السلاح) (٣) بضم الجيم واللام وتشديد الباء، كذا أكثر الأحاديث، وكذا ضبطناه، وكذا صوبه ابن قتيبة. ورواه بعض الناس: "جلْبان" بسكون اللام، وكذا ذكره الهروي وهو الذي صوبه، وكذا قيدناه فيه. وفي كتاب ثابت: ولم يذكر ثابت سواه.

وكذلك الجلبان الحب الذي من القطنية بسكون اللام.

قال بعض المتعقبين: المعروف جربان السيف والقوس بالراء ولم يقل شيئًا.

وفي: البخاري في باب الصلح مع المشركين: بجلب السلاح فقط، فسر الجلبان في الحديث القراب وما فيه. وفي الحديث الآخر: السيف والقوس ونحوه، وفي الآخر: لا تحمل سلاحًا إلا سيوفًا. قال الحربي: يريد جفون السيوف. وقال غيره: هو شبه الجراب من الأدم، يوضع فيه السيف مغمودًا ويطرح فيه الراكب سوطه، ويعلقه من آخرة الرحل، وهذا هو القراب مثل قولهم في الحديث: القراب وما فيه، أراد أن لا يدخلوها بسلاح ظاهر دخول المحارب القاهر من الرماح وشبهها. وأما على رواية الجلب فقد يكون جمعًا أيضًا ولعله بفتح اللام جمع جلبة، وهي الجلدة التي تغشى القتب فقد سمي بها غيرها، كما سميت بذلك العوذة المجلدة. وسميت بذلك فروق (٤) الجراح إذا برئت وهي الجلود التي تتقلع عنها.


(١) البخاري (٤٧١٠).
(٢) البخاري (٢٩٤٨).
(٣) البخاري (٢٦٩٨).
(٤) كذا في المخطوطة (أ) وفي المخطوطة (ب): فروج، وفي المطبوعة: قروب.

<<  <  ج: ص:  >  >>