للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النسخ: يتجليا أي: ظهرت ويظهرا، ومنه، (ثم جلي عن الشمس) وعند السمرقندي: (ثم تجلى عن الشمس) أي: أنكشف عنها ذلك.

وقولها: (حتى تجلاني الغشي) (١) كذا جاء في الموطأ، ولم أر هذه اللفظة في كتب اللغة والشروح، ومعناها عندي والله أعلم: غشيني وغطاني، وأصله: تجللني، وجل الشيء وجلاله: ما غطي به، ومنه جلال الستور والحجال، وجل الدابة فيكون تجلى وتجلل بمعنى واحد، كما قالوا: تمطي وتمطط، وكما قال: تقضي البازي أي: تقضضه وانقضاضه، وكما قالوا: تظنى بمعنى تظنن، وقد قالوا في لبى: أصله لبب، وقد يكون معنى تجلاني الغشي أي: ذهب بقوتي وصبري من الجلاء. وقد قيل في قوله تعالى: ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (٣)[الشمس: ٣] أي: جلا ظلمتها عن الدنيا. وقيل: جلاها أي: أظهر شمسها، وقد يكون تجلا بي، أي ظهر بي، وبان عليَّ لطول القيام. وأصل التجلي: الظهور، وذكر البخاري (٢) هذا الحديث: حتى علاني الغشي بالعين، وهو معنى ما فسرناه به، وقد يكون تجلاني بمعنى علاني والله أعلم، فهو أبين في الباب وأعرف لفظًا ومعنى.

وجاء في غير حديث: (فتجلى الله لهم) تجلي الله تعالى: ظهوره للأبصار بكشف الحجب عنها التي منعتها، حتى يروه تعالى.

قوله: (استشاره في الجلاء) (٣) بفتح الجيم ممدودًا مخفف اللام لا غير، معناه: الانتقال عن المدينة. قال الله تعالى ﴿وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ﴾ [الحشر: ٣] وهذه لغة أهل الحجاز.

وقوله: في حديث المعتدَّة ذكر (كحل الجلاء) (٤) هذا بكسر الجيم والمد، ويقال: بالفتح والقصر. وقاله ابن ولاد، وأبو علي بالفتح والقصر. في باب


(١) الموطأ (٤٤٧).
(٢) البخاري (٨٦).
(٣) مسلم (١٣٧٤).
(٤) أبو داود (٢٣٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>