للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ج ع ل)]

وذكر (الجعائل) (١) في الجهاد جمع: جعيلة هو ما يجعله القاعد للخارج عنه، من أهل الديوان، يقال: منه: أجعلت له جعلًا رباعي، وجعلت له جعلًا، والاسم الجعال، والجعالة بالكسر وما يأخذ في ذلك: الجعل بالضم والجعيلة.

قول عمر للذي آذنه بالصلاة بقوله: الصلاة خير من النوم، فأمره أن يجعلها في صلاة الصبح معناه: يخصها بأذان صلاة الصبح على ما كانت عليه لا أنه ابتدأ ذلك هو، إذ قد كانت في صلاة الصبح من أول شرع الأذان فنهاه عمر عن إفرادها والإنذار بها وإخراجها عن سنتها.

وقوله: فجعل يفعل كذا، جاء جعل في كتاب الله تعالى والحديث لمعانٍ كثيرة جاءت بمعنى: عمل وهيأ وصير، وبمعنى: صار، وبمعنى: خلق، وبمعنى: حكم، وبمعنى: بين، وبمعنى: شرع، وابتدأ وأكثر تصرفها بمعنى: صار، ومصدره جعلًا بالفتح وفي حديث الكسوف: فجعلت أقدم قيل: معناه: شرعت أتقدم وأخذت، وسنذكر الحرف في القاف بأوعب من هذا.

[فصل الاختلاف والوهم]

في حديث سعيد بن أبي مريم: (كانت فينا امرأة تجعل على أربعاء في مزرعة لها سلقًا) (٢) خلط الرواة عن البخاري في هذا الحرف، وفي الحرف الذي بعده.

وفي قوله: (فتجعله في قدر لها) فكذا هو لأكثرهم وقيده بعضهم عن القابسي، وعن أبي ذرّ: "تحفل" بالحاء والفاء. وعند الجرجاني: "تحقل" بالقاف وهو الصواب، أي تزرع على جداول لها: والحقلة: المزرعة، والحقل مثله، وتجعله في قدر هو الصواب وغيره خطأ، والأربعاء جمع ربيع وهو الجدول، وسلقًا مفعول بتجعل، وعند الأصيلي: "سلق" بالرفع ووجهه أن


(١) البخاري، كتاب الجهاد، باب (١١٩).
(٢) البخاري (٩٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>