للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ب د و)]

قوله: (أُذِنَ لي في البدو) (١) بفتح الباء، و (أنا رجل من أهل البدو) (٢) وذكر البادية: غير مهموز كله: بدا الرجل. يبدو بدوًا، إذا خرج إلى البادية ونزلها، والاسم: البِدَاوة. بفتح الباء وكسرها، هذا كلام أكثر العرب غير مهموز، وقد حكي: بدأ بالهمز يبدؤ في ذلك.

وقوله: (ثم يدعو بما بدا له) (٣) أي ظهر، ومثله قوله: (ثم بدا لي ألا أتزوج) (٤) و: (ثم بدا لإبراهيم) كله مقصور، وكذلك، (ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدًا) (٥).

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في حديث أقرع وأبرص وأعمى: (بدأ الله أن يبتليهم) (٦) كذا ضبطناه على متقني شيوخنا مهموزًا، أي ابتدأ الله ابتلاءهم، يقال: بدأ يبدأ وابتدأ وأبدأ لغة أيضًا، وكثير من شيوخ المحدثين ورواة البخاري يروونه: بدا مقصورًا وهو خطأ لأنه من البداء وهو الظهور للشيء بعد أن لم يكن ظهر قبل، وذلك لا يجوز على الله تعالى إذ هو المحيط علمًا بما كان وما لم يكن، كيف يكون، لا يخفى عليه شيء في الأرض. إلا أن يراد باللفظة هنا معنى أراد على تجوز في اللفظ، وقد جاء في رواية مسلم أراد الله أن يبتليهم.

وأما قوله في حديث عثمان (بدا لي ألا أتزوج) (٧) فهذا بمعنى ظهر لي ما لم يظهر، وهذا يليق بالبشر وأن يرى رأيًا بعد أن لم يره، والاسم منه البداء يمد ويقصر والمد أكثر.

وقوله: (فأُتِيَ ببدر فيه خَضِرَاتٌ من بُقول) (٨) وفي رواية: فيه بقل. كذا


(١) البخاري (٧٠٨٧).
(٢) البخاري (١٠٢٩).
(٣) الموطأ (٢٠٥).
(٤) البخاري (٤٠٠٥).
(٥) البخاري (٤٧٦).
(٦) البخاري (٣٤٦٤).
(٧) البخاري (٤٠٠٥).
(٨) البخاري (٧٣٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>