للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(غ ي م)]

قوله: (فيما سقت الأنهار والغيم العشر) (١) كذا في حديث أبي الطاهر، عند مسلم، ومعناه المطر، مثل قوله في الحديث الآخر: (فيما سقت السماء العشر) (٢) والغيم: السحاب الرقيق.

وقوله: (والسماء مُغِيمَة) (٣) بكسر الغين، ويروي بفتحها وفتح الياء وبكسر الياء أيضًا، كذا ضبطنا هذا الحرف عن شيوخنا في الموطأ وكله صحيح، وقد قدمنا أنه يقال: غيمت وأغامت كله إذا كان بها غمام.

[(غ ي ن)]

قوله: (إنه لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي حَتَّى أَسْتَغْفِرَ الله، كذا وكذا مرة) (٤) يعني أنه يلبس عليه ويغطى. قيل ذلك بسب أمته، وما اطلع عليه من أحوالها بعده حتى يستغفر لهم. وقيل: إنه لما يشغله من النظر في أمور أمّته ومصالحهم، ومحاربة عدوه، ومداراة غيره للاستئلاف، حتى يرى أنه قد شغل بذلك، وإن كان في أعظم طاعة وأشرف عبادة عن ملازمة مقاماته، ورفيع درجاته، وفراغه لتفرده به، وخلوص قلبه وهمّه عن كل شيء سواه، وإن ذلك غضّ من حالته هذه العلية فيستغفر الله لذلك، وقيل: هو مأخوذ من الغين، وهو الغيم والسحاب الرقيق الذي يغشى السماء، فكان هذا الشغل، أو الهم يغشي قلبه، ويغطيه عن غيره حتى يستغفر منه. وقيل: قد يكون هذا الغين السكينة التي تغشى قلبه لقوله تعالى: ﴿فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ﴾ [التوبة: ٤٠] واستغفاره لها إظهار للعبودية والافتقار. وقيل: يحتمل أن يكون حالة خشية وإعظام يغشى القلب، واستغفاره شكرًا لله وملازمة للعبودية، كما قال: (أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا) (٥).


(١) مسلم (٩٨١).
(٢) البخاري (١٤٨٣).
(٣) الموطأ (٢٧٥).
(٤) مسلم (٢٧٠٢).
(٥) البخاري (١١٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>