للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: (لا فرع ولا عَتِيرة) (١): بفتح العين وكسر التاء. قال أبو عبيد: هي الرجبية، كانوا يذبحونها في الجاهلية في رجب، يتقربون بها وكانت في أول الإسلام فنسخ ذلك، وقال بعض السلف ببقاء حكمها، ويأتي تفسير الفرع. وقيل: العتيرة نذر كانوا ينذرونه لمن بلغ ماله كذا رأسًا، أن يذبح من كل عشرة منها رأسًا في رجب. وقال البخاري في التفسير: العتير الذي يعتر بالبدن من غني أو فقير.

[(ع ت ق)]

قوله: صفحة العاتق، وعلى عاتقه: بكسر التاء، هو من المنكب إلى أصل العنق، هذا قول أبي عبيدة. وقال الأصمعي: هو موضع الرداء من الجانبين.

قوله: (يخرجن العواتق) (٢) العواتق من النساء: الجواري اللاتي أدركن. وفي البارع: العاتق من النساء التي لم تبن عن أهلها. وقال أبو زيد: هي التي بين التي أدركت والتي عنست، والعاتق: التي لم تتزوج. قال ثعلب: سميت بذلك لأنّها عتقت من خدمة أبويها، ولم تملك بعد بنكاح. وقال الأصمعي: هي فوق المعصر. وقال ثابت هي البكر التي لم تبن إلى زوج. وقال الخَلِيْلُ: جارية عاتق أي: شابة. وقال الخطابي: العاتق الجارية حين تدرك. وقيل: اللواتي أشرفن على البلوغ.

قوله: (هن من العتاق الأول) (٣) أي: من أول ما أنزل من القرآن. وقيل: من قديم ما تعلمت وقرأت من القرآن، والأول أشبه لقوله بعد: (وهن من تلادي) أي: مما تعلمت. فقد جاء بهذا المعنى ولا وجه لتكراره. والعتيق: القديم، وقد يكون هنا بمعنى الشريفات الفاضلات، والعرب تقول لكل متناه في الجودة: عتيق.

وسميت الكعبة: البيت العتيق بذلك. وقيل: لأنَّهُ أعتق من الجبابرة أي:


(١) البخاري (٥٤٧٣).
(٢) البخاري (٣٢٤).
(٣) البخاري (٤٧٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>