للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اشتراطه بغير إذن مواليه حجة لمن أجاز شراء الولاء، وهبته، والأكثر على منعه. وقوله: (فلما ولى) (١) أي: انصرف ومنه قوله ﴿يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ﴾ [آل عمران: ١١١].

وقوله: (من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي) (٢) أي: يموت وهو مما تقدم.

وقد يكون التولي بمعنى الاستقبال، ومنه قوله تعالى ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ البقرة: ١١٥] أي: تستقبلوا.

وقوله: ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ﴾ [النور: ١١] أي: وليه وتقلد إشاعته ورضيه يقال ولى بمعنى تولى وقيل ذلك في قوله تعالى: ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا﴾ [البقرة: ١٤٨] أي: متوليها.

وقوله: (ولا بأس بالشرك والإقالة والتولية في الطعام وغيره) (٣) و (التولية في البيع) مذكورة في غير موضع من الموطأ، وغيره مأخوذة من التولي الذي هو الانصراف والإعراض، كأنه صرف فه عنه لغيره، وأعرض عنه.

وقوله: (أولى له، وأولى والذي نفسي بيده قيل: أصلها من الويل فقلب وقيل من الولي وهو القرب أي قارب الهلكة. وقيل: هي كلمة تستعملها العرب لمن زام أمرًا ففاته بعد أن يصيبه. وقيل: كلمة تقال عند المعتبة، بمعنى كيف لا. وقيل: معناها التهديد والوعيد. وقيل: تحذير أي: قاربت الهلكة فاحذر وقد ذكرناها في الهمزة.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله في كتاب الأطعمة (تولى الله ذلك من كان أحق به منك) (٤) كذا لهم، وعند النسفي: (تولى والله) وعند ابن السكن ولى الله ذلك وهما وجه


(١) البخاري (١٣٩٧).
(٢) مسلم (٢٥٥٢).
(٣) الموطأ (١٣٤٩).
(٤) البخاري (٥٣٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>