للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كُنتُ مُوْلاهُ فَعَلَي مَوْلاه) (١) أي: وليه، وهذا مثل قوله تعالى ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ﴾ [محمد: ١١] أي: لا ولي، ويحتمل لا ناصر لهم وقيل: الولي هنا القائم بأمورهم، الكافل لهم.

وقد قيل معناه: إن الخلق كلهم ملك لله تعالى، ثم يوالي تعالى ويعادي من يشاء، واختصاص تلك القبائل بولاية الله ورسوله دون المسلمين، إما لأنهم لم تكن لهم حلفاء من العرب، كما كان لغيرهم، أو لأنهم أسلموا أولًا وفارقوا أصول قبائلهم وعادوهم، فوالاهم الله وشرفهم بذلك، وقد يكون تخصيصًا لهم وسمة، كما قيل للأنصار أنصار، وإن كان قد نصر غيرهم. وفي رواية الجرجاني: موالي بغير ياء النسب، كأنه قال أنصار الله، وأولياء الله ورسوله، والأول أظهر والله أعلم بمراد نبيه .

وقوله: (أنا أَوْلَى النَّاسَ بِعِيسَى) (٢) أي: أخصهم به وأقربهم إليه.

وقوله في المواريث: (فلأولى عصبة (ذكر) (٣) أي: لأقعدهم بالولاية وأقربهم، وقد ذكرناه في الألف، والخلاف فيه والتغيير.

والمولى يقع على المولى بالنسب، والاسم منه: الولاية؛ بالفتح، وعلى "القيم بالأمر" والاسم منه الولاية بالكسر، وعلى المعتَق "من فوق" المنعم به وعلى المعتق، والاسم منه الولاء وعلى الناصر وعلى الحليف، وعلى بني العم والعصبة والأولياء والأقارب قال الفراء: المولى والولي واحد، وأصله من الولي بالسكون القرب، والولاية بالفتح النسب والنصرة وبالكسر: من الإمارة.

وفي مسلم: (لا يحل أن يتوالى مولى لرجل) (٤) مفاعلة من الولاء.

وقوله: (من تولى قومًا من غير إذن مواليه) (٥) أي: انتسب إليهم، وفي


(١) الترمذي (٣٧١٣).
(٢) البخاري (٣٤٤٣).
(٣) البخاري (٦٧٣٢).
(٤) مسلم (١٥٠٧).
(٥) البخاري (١٨٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>