للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي الحديث: الناضح والنواضح، وناضحين لنا، الناضح: البعير الذي يُسقى عليه سموا بذلك. وقيل: النضح: هو الحوض الصغير الذي فيه الماء. وقيل: ما قرب البئر منها، والناضح: جمعه نواضح ونضاح.

قوله: (ينضح الدم على جبينه) أي: يفور، نضحت العين إذا فارت ونضح بمعناه. وقوله: (ونضح الدم عن جبينه) (١) أي: غسله عنه، ونزعه عن وجهه، ويصح أن يكون الأول بمعناه أي: غسل الدم الذي على جبينه.

وقوله: في بول الصبي: (وأتي بماء فنضحه) (٢) قيل: رشه. والنضح: الرش، ويدل عليه قوله في الحديث الآخر: فرشه. ومثله في حديث المحتلم: (وإن لم تره نضحت حوله) (٣) وقيل: يأتي النضح بمعنى الغسل والصب، وفي هذا الحديث: "فصبه". وفي رواية أخرى "فأتبعه ثوبه، ولم يغسله غسلًا".

ومنه في الغسل في دم الحيضة: (تقرصه بالماء ثم تنضحه) (٤) أي: تغسله.

وفي حديث: فضل وضوء النبي : (فمن نائل وناضح) (٥) أي: آخذ منه أو راش بيده منه على أخيه.

وفي الحديث في المذي (فانضح فرجك) (٦) قيل: رشه مخافة الوسواس. وقيل: اغسله وهو أظهر هنا، والنضخ، بالخاء المعجمة، جاء في بعضها بمعنى: النضح. وقيل: هو أكثر من النضح، وهو قول أكثر اللغويين. وقيل: في قوله تعالى: ﴿نَضَّاخَتَانِ﴾ [الرحمن: ٦٦]. أي تفوران بكل خير. وحكى أبو زيد والهروي: أن الخاء هنا أقل من الحاء. قال لي أبو الحسين: وأكثر اللغويين على خلاف هذا كما تقدم. وقال ابن الأعرابي: النضح بالمهملة ما تعمدته بيدك، وبالمعجمة ما لم تتعمده مثل أن تطأ ماء فينتضخ عليك، ومثله من البول


(١) مسلم (١٧٩٢).
(٢) البخاري (٢٢٣).
(٣) مسلم (٢٨٨).
(٤) البخاري (٢٢٧).
(٥) مسلم (٥٠٣).
(٦) مسلم (٣٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>