للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورواه هنا ابن وضاح الأخير.

وفي الحديث الآخر: (أَخِّر عني يا عمر) (١) أي أَخِّر عني قولك أَو رأيك أو نفسك فاختصر إيجازًا وبلاغة.

قوله: في البيت المعمور والملائكة: (إذا خرجوا منه لم يعودوا آخرُ ما عليهم) (٢). كذا رويناه برفع آخر وفتحها ومعناه أنه آخر دخولهم إياه كأنه قال: ذلك آخر ما عليهم. يقال: لقيته أَخَريًا وبأَخَرة بفتحهما. ولقيته بأَخرة بالفتح والكسر معًا في الهمزة والخاء مفتوحة، والضم أوجه. وأما الفتح فمعناه الطرف. ومعنى ما عليهم أي من دخوله.

وذكر في الحديث: (آخرة الرحل) (٣) ممدود، عودٌ في مؤخره، وهو ضد قادمته، وفي بعض الأحاديث: مؤخِرة، بهمزة ساكنة وكسر الخاء وذكر أبو عبيد أَخِرة ومؤخِرة بكسر الخاء كما تقدم، وضبطه الأصيلي بخطه مرة في البخاري بفتح الميم وسكون الواو وكسر الخاء، ورواه بعضهم مُؤَخَّرة بضم الميم وفتح الهمزة وتشديد الخاء مفتوحة، وأنكر ابن قتيبة مؤخرة. وقال ثابت: مؤخرة الرحل ومقدمته ويجوز قادمته وأخرته. وقال ابن مكي: لا يقال مقدِّم ولا مؤخِّر بالكسر إلا في العين خاصة، وغيره بالفتحة.

وقوله: في روح المؤمن والكافر: (انطلقوا بهما إلى آخر الأَجَل) (٤): يعني والله أعلم منتهى مستقر أرواح المؤمنين عند سدرة المنتهى، وأرواح الكافرين في سجين على ما جاء في الأخبار الأُخَر ومفهوم كتاب الله.

وقوله: (أنت المقدَّم وأنت المؤخِّر) (٥) قيل: معناه المنزل للأشياء منازلها يقدم ما يشاء من مخلوقاته، ويؤخر ويقدم من شاء من عباده بتوفيقه ويؤخر من شاء بخذلانه.


(١) البخاري (٤٦٧١).
(٢) مسلم (١٦٤).
(٣) البخاري (٦٥٠٠).
(٤) مسلم (٢٨٧٢).
(٥) البخاري (١١٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>