للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للآخرين، أما شهيدًا لمن مات في حياته. كما قال . أما أنا شَهِيدٌ عَلَى هؤلاءِ شفيعًا لمن مات بعده، أو شهيدًا على المطيعين، شفيعًا للعاصين وشهادته لهم بأنهم ماتوا على الإسلام، ووفوا بما عاهدوا الله عليه، أو تكون "أو" بمعنى الواو، فيختص أهل المدينة بمجموع الشهادة والشفاعة، وغيرهم بمجرد الشفاعة والله أعلم. وقد روي حديث فيه (له شهيدًا وشفيعًا).

قوله: (اللعانون لا يكونون شفاء، ولا شهداء يوم القيامة) (١) يحتمل أن يريد لا يشهدون فيمن يشهد مع النبي يوم القيامة على الأمم الخالية، ولا يشفعون معاقبة لهم. بلعنهم وقد قيل هذا في معنى الشهيد المقتول، أو تكون شهادتهم هنا أن يروا ويشاهدوا ما لهم من الخير والمنازل حين موتهم. وقيل: هذا أيضًا في معنى تسمية الشهيد وقيل: سمي الشهيد شهيدًا لأن الله وملائكته شهدوا له بالجنة، وقيل: لأنه شاهد ما له وأحيي كما قال الله تعالى: ﴿أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: ١٦٩].

قوله: (الشهداء سبعة المبطون شهيد) (٢) قيل: سمي الشهيد، وهؤلاء شهداء، وغيرهم ممن سمي بذلك لأنهم أحياء قال ابن شميل: الشهيد: الحي كأنه تأويل قوله: ﴿أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ أي: أحضرت أرواحهم دار السلام من حين موتهم وغيرهم لا يحضرها إلا يوم دخولها، كما جاء في أرواح الشهداء أنها (في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة، وتأوي إلى قناديل تحت العرش) وقيل في معناه ما تقدم فيكون "شهيد" هنا بمعنى: شاهد.

وقيل: سمي بذلك لأنه شهد له بالإيمان، وحسن الخاتمة لظاهر حالته، فيكون هنا بمعنى مشهود له وقيل: سمي بذلك لجري دمه على الأرض، ولشهادة وجه الأرض. وقيل: بل لأن الملائكة تشهد له. وقيل: لأنه شهد له


(١) مسلم (٢٥٩٨).
(٢) البخاري (٥٧٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>