للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستدراك، وجاءت بمعنى "ولا" أيضًا، وبمعنى "إن لم".

فأما بفتح الهمزة والتشديد فللتوبيخ واللوم، وتأتي للعرض أيضًا، وبمعنى هلا، وبمعنى "أن" ولا زائدة بعدها.

فأما بتخفيف اللام فلاستفتاح الكلام، وتأتي للعرض والتحضيض.

وأما "إلى" فحرف غاية الانتهاء، وتأتي بمعنى "في"، وبمعنى "مع"؛ و"إلى" هي "إلى" أضيفت إلى ضمير المتكلم المخبر، وتأتي بمعنى لي.

فمن ذلك حديث ابن عمر وقد أعتق مملوكًا ضربه: (ما لي فيه من الأجر ما يساوي هذا إلا أني سمعت رسول الله يقول) (١) الحديث. كذا رويناه بكسر الهمزة حرف الاستثناء، ووجهه أن يكون استثناءً منقطعًا أو على ما نذكره بعد، وقال بعضهم: لعله أَلَا أني بفتح الهمزة وتخفيف اللام حرف إستفتاح وكأن هذا استبعد الاستشهاد بهذا على قوله: ما لي فيه من أجر. وعندي أنه لا يبعد ولا تنافر بين الفصلين أخبر أنه لا أجر له في عتقه، وأنه لم يعتقه للأجر متطوعًا به، إلا للكفارة وإزالة الحرج لضربه إياه، ويكون "إلا" هنا بمعنى لكن فحذف الخبر لدلالة الكلام عليه، أي فأعتقته ليكفر عني ما فعلت.

وقوله: في حديث فضل أبي بكر: (إلا خلَّة الإسلام) (٢) كذا ضبطه الأصيلي وغيره بحرف الاستثناء من نفي غيرها من الخلة، وعند بعضهم: "أَلَا" بفتح الهمزة وتخفيف اللام على الاستفتاح وابتداء الكلام، وكلاهما صحيح.

وقوله: في الحديث الآخر: (لكن أُخُوَّة الإسلام) (٣) يشهد لوجه الاستثناء وللاستفتاح أيضًا وحذف الخبر من قوله: ولكن. ومن رواية الاستفتاح أيضًا اختصارًا لدلالة الكلام عليه، أي لكن خلة الإسلام ثابتة أو لازمة أو باقية وما في معناها.


(١) مسلم (١٦٥٧).
(٢) البخاري (٣٩٠٤).
(٣) البخاري (٤٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>