للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الصلاة في القرآن والحديث وكلام العرب، لمعان منها: الدعاء كصلاة الملائكة على بني آدم، كقوله: (ما زالت الملائكة تصلي عليه) (١) وكقوله: (بُعِثْتُ إِلَى أَهْلِ البَقِيع لأصَلِّي عليهم) وكقوله: (صلى على شهداء أُحُد) ومنه: الصلاة على الميت، ومنه (ومن كان صائمًا فليصلّ) أي: يدع. وقيل ذلك في قوله في ساعة الجمعة (لا يوافقها عبد يصلي) (٢) أي: يدعو، وقال في الحديث: (منتظرًا للصلاة)، وبمعنى البركة، وقد قيل ذلك في صلاة الملائكة، ويحتمل في قوله: (صلِّ على آل أبي أوفى)، وبمعنى الرحمة، كقوله: (اللهم صلِّ على محمد وآل محمد) وكذلك ما جاء من صلاة الله تعالى على خلقه معني ذلك: رحمته لهم.

وقوله: في التشهد: (الصلوات لله) قيل: معناه الرحمة له ومنه، أي: هو المتفضل بها. وأهلها. وقيل: المراد المعهودة أي: المعبود بها الله.

وقوله: (وجُعِلْت قُرَّة عَيْنِي في الصَّلاةِ) (٣) أكثر الأقوال فيها، وهو الأظهر، أنها الصلاة الشرعية المعهودة لما فيها من المناجاة، وكشف المعارف، وشرح الصدور، وقيل: بل هي صلاة الله عليه (١) وملائكته مما تضمنته الآية، واختلف مِمَّ اشتقت الصلاة الشرعية؟ فقيل من الدعاء. وقيل: من الرحمة. وقيل: من الصلوين. وهما عرقان من الردف. وقيل: عظمان ينحنيان في الركوع والسجود، ومنه سمي المصلي من الخيل لأنه يأتي لاصقًا بصلوى السابق. قالوا ولذلك كتب بالواو: وقيل: لأنها ثانية الإيمان كالمصلي من السابق، وقيل: من الاستقامة من قولهم: صليت العود على النار: قومته، وهي تقيم العبد على طاعة ربه. وقيل: من الإقبال عليها والتقرب منها، ومنه: صلى بالنار. وقيل: من اللزوم. وقيل لأنها صلة بين العبد وربه.

وقوله: (شاة مصلية) (٤): بفتح الميم أي مشوية، صليت اللحم بتخفيف اللام: شويته.


(١) البخاري (١٢٤٤).
(٢) البخاري (٩٣٥).
(٣) النسائي (٣٩٥٠).
(٤) البخاري (٥٤١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>