للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صوبًا إذا نزل، وأصله: صيوب، وقيل: صويب مثل فيعل. من صاب يصوب، وضبطه القابسي: صيبًا: بالسكون، ويقال: صاب وأصاب السحاب: إذا أمطر، ووقع نحو هذا في كتاب البخاري في رواية النسفي صاب وأصاب. وفي حاشية الأصيلي: صاب أصاب والظاهر أن الواو تصفحت عليه بألف.

قوله: في الجيران: (إذا طبخت مرقة فأصبهم منها بمعروف) (١) أي: ناولهم واجعلهم يأخذون منها، وأصل الإصابة الأخذ، يقال: أصاب من الطعام: إذا أكل منه.

وقوله في غزوة حنين: أن يصيبهم ما أصاب الناس أي: ينالهم من عطايا النبي ذلك، وقال في الحديث الآخر: (يصيبوا ما أصاب الناس) (٢).

وقوله: في غزوة خيبر: (هذه ضربة أصابتنيها يوم خيبر) (٣) كذا لأكثر الرواة: أي: أصابتني في ساقي، كما قال بعض رواة أبي ذر: أصابتها يوم خيبر، الهاء في ذلك عائدة على الساق، وعند بعض الرواة أصابنيها يوم خيبر ووجهه أن يرجع إلى ما تقدم، وذكره على لفظ الجرح ونحوه، وقد يكون هنا يوم خيبر مرفوعًا فاعلًا ويكون هو المصيب إذ فيه كان.

وقوله: في حديث الإسراء: (فاخترت اللبن. فقال: أصبت أصاب الله بك) (٤) أي: قصدت طريق الهدى ووجهه ووجدته، وفعلت الصواب، أو أصبت الفطرة، كما جاء في الحديث الآخر.

وقوله في الرواية الأخرى: (أصبتها) أي: الفطرة أو الملة. قال ثعلب: والإصابة الموافقة، وأصل ذلك من قولهم: صاب السهم إذا قصد الرمية.

وقوله: (أصاب الله بك) (٥) أي: سلك بك طريق الهدى والصواب وثبتك عليه، وقد يكون أصاب الله بك أي: أراد. قيل ذلك في تفسير قوله: ﴿رُخَاءً


(١) أحمد (٢٠٩١٨).
(٢) مسلم (١٠٦١).
(٣) البخاري (٤٢٠٦).
(٤) مسلم (١٦٤).
(٥) مسلم (١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>