للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضًا. والضلال: النسيان، وهذا التفسير يأتي على غير رواية مالك في كتابه فإنه إنما ذكره هو: بالظاء بمعنى يصير وهو أليق بالكلام هنا. وقد ذكرنا ذلك في الضاد، وذكرنا في حرف الهمزة الاختلاف في "إن يدري" بالكسر أو الفتح، وتصويب الكسر فيه أن "إن" هنا بمعنى "ما" في الرواية الواحدة وبالوجهين على الأخرى.

وقوله: (إني أعطي أقوامًا أخاف ظَلَعهم) (١) بفتح الظاء واللام، كذا لجماعتهم، ومعناه والله أعلم ضعف إيمانهم، كالظالع من الحيوان الذي يضعف عن السير مع غيره وهو الأعرج الذي يغمز برجليه. وقيل: ظلعهم ذنبهم، ورواه ابن السكن: هلعهم، والهلع: الحرص وقلة الصبر، "وأعوذ من ظلع الدين"، كذا روي في موضع عن الأصيلي ووهمه بعضهم، والمعروف ما لغيره ضلع: بالضاد وهو: ثقله وشدته، وتخرج رواية الأصيلي على ما تقدم من الاختلاف لأهل اللغة في ظلع الدابة، وكذا جاء في بعض نسخ البخاري، في خبر الحوت فعمدنا إلى ظلع من أضلاعه: بظاء في بعض الأحاديث وهو وهم، وصوابه: ما جاء في سائرها ضلع بالضاد.

وقوله: في الحائض: (نبذة من قسط وأظفار) (٢) كذا في رواية بعضهم، وكذا في حديث الحادة لجميعهم، وفي بعضها "أو أظفار"، ورواه أكثر رواة الصحيح في أكثر الأبواب "قسط أظفار"، والصحيح الأول وهما نوعان من البخور.

وفي حديث الإفك: (عقد لي من جزع أظفار) (٣) كذا عند البخاري في كتاب الشهادات والتفسير والسير. وفي رواية الباجي عن مسلم، وللأصيلي وأبي الهيثم في كتاب السير: (جزع ظفار) وكذا لكافة رواة مسلم. وقال غير واحد: وهو صوابه قسط ظفار، منسوب إلى مدينة باليمن يقال لها: ظفار قال غيره:


(١) البخاري (٣١٤٥).
(٢) البخاري (٥٣٤٣).
(٣) البخاري (٢٦٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>