للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجدت الأصيلي قيده بخطه في موضع في صحيح البخاري. وبالفتح: في موضع آخر، وكذلك ذكره الداودي وغيره، والفتح هنا أصوب من الضم لأنَّهُ بالضم: الناحية والجانب.

وأما الذي في حديث الكسوف: (أريت الجنة والنار في عرض هذا الحائط) (١) فهذا بالضم أي جانبه وناحيته كما قال في الحديث الآخَر: (في قبلة هذا الجدار)، وكذلك قوله في حديث المرجوم: (حتَّى أتى عرض الحرة) أي: جانبها، وكذلك قوله في الحديث الآخَر: (كأنما ينحتون الفضة من عرض هذا الجبل أي من جانبه. وقيل: عرض الحائط وغيره وسطه. وقيل: عرض الشيء نفسه.

وفي حديث المعراض: (ما أصاب بعرضه) (٢) هذا بالفتح، والمعراض: خشبة محددة الطرف. وقيل: في طرفها حديدة يرمي بها الصيد وقيل: سهم لا ريش له يرمي به عرضًا فما أصاب بحدّه وطوله أكل، لأنَّهُ جرح. وقطع، وما أصاب بعرضه لم يؤكل لأنَّهُ رض. كما قال في الحديث: (فهو وقيذ) وفي الحديث: (ليس الغنى عن كثرة العَرَض) (٣) بفتح الراء. قال: هو ما يجمع من متاع الدنيا، يريد كثرة المال وسمي متاع الدنيا عرضًا لزواله. قال الله تعالى: ﴿تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا﴾ [الأنفال: ٦٧] و (يبيع دينه بعرض من الدنيا) (٤) قيل: بيسير. وقد يكون بمعنى ذاهب وزائل.

وذكر فيها بيع العَرْض: بفتح العين وسكون الراء، وزكاة العَروض. قال أبو عبيد: هو ما عدا الحيوان والعقار والمكيل والموزون. وقال الأصمعي: هو ما كان من مال غير نقد. وقال أبو زيد: هو ما عدا العين.

وفي الحديث: (تعرض الفتن على القلوب عَرْض الحصير عودًا عودًا) (٥) بفتح العين من عَرْض، وسكون الراء، قيل: معنى تعرض: تلصق بعرض


(١) البخاري (٥٤٠).
(٢) البخاري (٥٤٧٥).
(٣) البخاري (٦٤٤٦).
(٤) مسلم (١١٨).
(٥) مسلم (١٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>