للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا دعا بقوله: إهدنا الصرط المستقيم إلى آخر السورة، ويسمى كل واحد من الداعي والمؤمِّن داعيًا ومؤمِّنًا. قال الله تعالى: ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا﴾ [يونس: ٨٩] وكان أحدهما داعيًا والآخر مؤمنًا، وقيل: معناه إذا بلغ موضع التأمين. التأمين.

وقوله: (فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة) (١) الحديث قيل: في موافقة القول لقوله: "قالت الملائكة آمين"، وقيل: في الصفة من الخشية والإخلاص، وقيل: هو أن يكون دعاؤه لعامة المؤمنين كالملائكة، وقيل: معناه من استجبت له كما يستجاب للملائكة.

وقوله: في الحبش (أمْنًا بني أرفدة) (٢) بسكون الميم نصبًا على المصدر، أي أَمَّنْتُهُمْ أَمْنًا، ويصح على المفعول: أي وافقتم ووجدتم أَمْنًا، وكذا قيد اللفظ الأصيلي والهروي، ولغيرهما: آمنًا. بالمد للهمزة وكسر الميم، على وزن فاعل وصفًا للمكان أو الحال نصبًا على المفعول، أي صادفتم آمنًا، يريد زمنًا آمنًا، أو أمرًا أو نزلتم بلدًا آمنًا، ومعناه: أنتم آمنون في الوجهين والروايتين.

وقوله: في المدينة: (حرم آمن) (٣) هي بالمد أي من العدوان يغزوه، كما قال: (لن تغزوكم قريش بعد اليوم) أو (آمن من الدجال) كما جاء إنها محرمة عليه، أو من الطاعون كما جاء في الحديث أنه لا يدخلاها، أو: آمن صيدها لتحريم النبي ذلك، كذا لعامة الرواة، وفي كتاب التميمي في مسلم: "أمْنٌ". أي ذات أَمْنٍ، كما قيل: رجل عدل. وصف بالمصدر.

وقوله: (مثل ما آمن عليه البشر) (٤) وفي بعض روايات الصحيح: "أومن" بالواو، وبعضهم كتبه: "أيمن" بالياء، وكله راجع إلى معنى، وإنما هو اختلاف في اللفظ وصورة حرف ألف المدة التي بعد الهمزة، وكله من الإيمان، وروي عن القابسي: أَمِنَ: من الأَمان وليس موضعه.


(١) البخاري (٧٨٠).
(٢) البخاري (٩٨٨).
(٣) مسلم (١٣٧٥).
(٤) البخاري (٤٩٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>