للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يستحقه ويليق به، قال غيره: المثنة للشيء الدليل عليه، وقيل: معناه حقيقة، والميم فيه زائدة، عند الخطابي والأزهري وغيرهما: ميم مفعلة وهو نحو ما ذهب إليه الأصمعي في أحد تفسيريه المختلط بقوله: مخلقة ومجدرة، وقال لي شيخنا أبو الحسين عن أبيه: هي أصلية ووزنها فَعِلَة من مانت إذا شعرت، أي إنها مشعرة بذلك، وهذا على أحد تفسيري الأصمعي في قوله: علامة. وقال الخطابي: إنها مبنية من إنية الشيء بمعنى إثباته، وقولهم فيه: إنه كذا، وحكى الجياني إنه مما يتعاقب فيه الظاء والهمزة، وإن مئنة ومظنة بمعنى واحد كأن الهمزة عنده مبدلة من الظاء بمعنى مجدرة ومخلقة كما تقدم.

قوله: (لولا أنه في كتاب الله) (١) كذا رواية يحيى بن يحيى وابن بكير وجماعة من رواة الموطأ بالنون، وكذا رواه البخاري في الطهارة من غير حديث مالك، وهي رواية ابن ماهان في مسلم، وعند أبي مصعب وابن وهب وآخرين من رواة الموطأ: (آية) بالياء، وهي رواية الجلودي قال مالك: والآية قوله: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: ١١٤]. وقال عروة: هي قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا﴾ [البقرة: ١٥٩].

قول عمر في حديث الجنين: (أنت من يشهد معك) كذا لبعضهم بالنون، أي أنت سمعته أو أنت شاهد واحد من يشهد معك فتتم الشهادة، وعند الأصيلي وكافة الرواة (أنت من يشهد معك) (٢) بكسر الهمزة بعدها ياء العلة، أي جيء بمن يشهد معك فتتم الشهادة.

وفي وصية الأمراء: (فإنكم أن تخفروا ذمتكم) (٣) كذا لهم وعند العذري: "فإنهم"، وهو خطأ والأول الصواب.

وفي حديث ابن مثنى وابن بشار قول معاوية: (مات رسول الله وهو ابن ثلاث وستين سنة وأبو بكر وعمر وأنا ابن ثلاث وستين) (٤) كذا هنا في


(١) الموطأ (٦١).
(٢) البخاري (٦٩٠٨).
(٣) مسلم (١٧٣١).
(٤) مسلم (٢٣٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>