للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ﴾ [الصافات: ١٤١] أي: من خرج سهمه رمي في البحر، وأصله من الضرب.

وفي الحديث: (أقسم لتَقْرَعنَّ بها أبا هريرة) (١) ضبطه بعض شيوخنا: بفتح التاء والراء وسكون القاف أي: لتردعنَّه. يقال: قرع الرجل: بالكسر إذا ارتدع وقد يكون معناه: لتفجأنه بذكرها، وهو كالصك والضرب، ولا وجه عندي أن يكون بضم التاء وكسر الراء رباعي، ومعناه: تغلبه وتظهر عليه بالكلام يقال: منه أقرعته إذا قهرته بكلامك. قاله صاحب الأفعال، ويحتمل أن يكون تقرعَنَّه مثقلًا أي: توبخنه وقاله بعضهم: بالفاء والزاي، وهو وهم قبيح.

ومنه (ثم قرع راحلته) (٢) أي: ضربها.

وسميت القيامة: القارعة والأمور العظام قوارع، لأنها تقرع أهلها أي: تفجأهم.

ومنه (من قراع الكتائب) (٣) أي من ضراب بعضهم بعضًا.

وذكر في تفسير الربا أنها القرْعة، هذا بسكون الراء وجمعه: قرع، كذلك قاله غير واحد، وحكي عن ثعلب: قرعه بتحريك الراء أيضًا.

وقوله: (شجاعًا أقرع) (٤) قال في البارع: هو ضرب من الحيات. وقيل: هو الذي تمعط من السم رأسه، فزال عنه ما عليه كما زال شعر رأس الأقرع.

وقوله: (حتى إنه ليسمع قرع نعالهم) (٥) أي: خفقها وضربها بالأرض.

وقوله: (حتى قرع العظم) (٦) أي: ضرب فيه.


(١) البخاري (١٩٢٦).
(٢) أحمد (٥٦٥).
(٣) البخاري (٣٩٧٤).
(٤) البخاري (١٤٠٣).
(٥) البخاري (١٣٣٨).
(٦) البخاري (٣٠٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>