للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: (القطيعاء) (١) ممدودًا مصغرًا جنس من التمر يقال: إنه الشهريز [بالشين وبالسين وبضمهما وكسرهما] (٢).

وقوله: (أراد أن يقطع من البحرين للأنصار فقالوا: حتى تقطع لإخواننا المهاجرين) (٣) وذكر القطائع، الإقطاع: تسويغ الإمام من مال الله شيئًا لمن يراه أهلًا لذلك. يقال: منه أقطع بالألف، وأصله من القطع كأنه قطعه له جملة المال، وقد جاء في حديث بلال بن الحارث: قطع له معادن القبلية، وسنذكره آخر الحرف إن شاء الله.

وقوله: (كأن وجهه قطعة قمر) (٤) أي: كأنه من القمر في ضيائه، وشبهه به في حسنه ونوره (٥).

وأكثر ما يستعمل في إقطاع الأرض، وهو أن يخرج منها شيئًا له يحوزه إما أن يملكه إياه فيعمره، أو يجعل له غلته مدة، والذي في هذا الحديث ليس من هذا، لأن البحرين كانت صلحًا فلم يكن له في أرضها شيء، وإنما هم أهل جزية، فإنما معناه عند العلماء من أئمتنا: إقطاع مال من جزيتهم يأخذونه.

وقوله: (كانوا أهل ديوان أو مقطعين) (٦) بفتح الطاء، ويروى: مقتطعين يعني: كان لهم رزق يأخذونه مرتبًا لهم في ديوان أو لهم إقطاع يستغلونه إذ الأجناد المرتزقة على هذين الوجهين.

وقوله: (قطعت ظهر الرجل) (٧) عبارة عن المبالغة في أذاه كمن قتل وقطع فقار ظهره الذي هو من المقاتل، ومثله: (قطعت عنق أخيك) (٨).

وقوله: (تقطع الصلاة المرأة) (٩) وكذا معناه عند الكافة: يشغل عنها، عبارة عن المبالغة في الخوف على فسادها، وعند بعض العلماء على ظاهره


(١) مسلم (١٨).
(٢) زيادة في المخطوطة (أ).
(٣) البخاري (٢٣٧٧).
(٤) البخاري (٣٥٥٦).
(٥) هكذا جاءت هذه الفقرة معترضة بين ما قبلها وما بعدها وحقها أن تقدم أو تؤخر.
(٦) الموطأ (١٦٢٢).
(٧) البخاري (٢٦٦٣).
(٨) البخاري (٦١٦٢).
(٩) مسلم (٥١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>