للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الموطأ: (أفضل الصلاة صلاتكم في بيوتكم إلا المكتوبة) أكثر الرواة (إلا صلاة المكتوبة) (١) على إضافة الشيء إلى نفسه، أو بمعنى صلاة الفريضة المكتوبة وصفًا للمضمر الدال عليه الكلام.

في حديث سلمة: (فأصك سهمًا في رحله حتى خلص إلى كتفه) (٢) كذا في أكثر الروايات. وفي بعضها: (إلى كعبه) والأول أصح، لقوله في الرواية الأخرى: فأصكه بسم في نغض كتفه.

قوله: في حديث المرفق: (والله لأَرمينَّ بها بين أكتافكم) (٣) كذا رواية الكافة بالتاء، وكذا كان عند ابن بكير ومطرف من رواية الموطأ، وكذا رويناه في الصحيحين، ومعناه: اصرخ بها بينكم وأرميكم بتوبيخي بها كما يرمى بالشيء بين الكتفين. وفي كتاب الترمذي: أنه لما قال الحديث طأطأ الناس رؤوسهم فقال لهم هذا الكلام (٤)، وكذا رويناه عن أبي إسحاق بن جعفر، من طريق يحيى "بالتاء"، ورويناه عن القاضي أبي عبد الله عنه: "أكنافكم" بالنون. قال الجياني: وهي رواية يحيى. وقال أبو عمر: اختلف علينا في ذلك الشيوخ ورجح رواية التاء. قال القاضي : هو الذي يقتضيه الحديث على ما رواه سفيان عن الزهري، في كتاب الترمذي من قوله: فلما حدث به أبو هريرة طأطؤوا رؤوسهم فقال حينئذ ما قاله.

وفي غزوة الفتح في البخاري: (ثم جاءت كتيبة هي أقل الكتائب فيهم رسول الله وأصحابه) (٥) كذا لهم أجمع وذكر الحميدي هذا في صحيحه، "ثم جاءت كنانة وهي أجل الكتائب"، وعندي أن الأول هو الصحيح إلا في قوله: "أجل" فهو عندي أحسن لقوله في بعض الطرق: فيها المهاجرون والأنصار، ولا ينطلق على الأنصار كنانة، لكن البخاري قد ذكر الأنصار تقدموا بكتيبتهم


(١) الموطأ (٢٩٣).
(٢) مسلم (١٨٠٧).
(٣) البخاري (٢٤٦٣).
(٤) الترمذي (١٣٥٣).
(٥) البخاري (٤٢٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>