للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله في تقصير: الصلاة: (خرجت مع شرحبيل بن السمط إلى قوله: فقلت له: فقال: لعله كذا) (١) بفتح اللام والعين عند بعض الرواة، وكذا كان ضبط شيخنا الخشني فيه، وعند بعضهم "لعلة" بكسرهما وآخره تاء، وسقطت اللفظة عند أكثرهم، ولا يظهر لثبوتها معنى بين ولعلها مغيرة، وكان الضبط الأول أشبه وأقرب معنى، لأن ذكر عمر هنا يختلف فيه. قد روى ابن عمر مكان عمر وهو خطأ، لفعل بعض الرواة لذلك بان له الخطأ فيه فقال لعله رأيت عمر، نظرًا من عند نفسه، وتنبيهًا على الصواب المخالف للرواية والله أعلم.

وقوله: في قبض روح الكافر، (وذكر من نتنها وذكر لعنًا) (٢) كذا في جميع النسخ. وكان الوقشي يذهب إلى أن في اللفظ تغييرًا، أو يقول لعله: وذكر الخرء لقوله قبل في طيب روح المؤمن، وذكر المسك وهذا عندي من جسارته وتسوره كأنه ذهب لمقابلة المسك بما ذكر كما قابل الطيب بالنتن، ولم يكن مثل هذا في ألفاظه فما كان فاحشًا ولا متفحشًا، وقد كان يكني عند الضرورة، فكيف بهذا، وليست المقابلة التي ذهب إليها، بأولى من مقابلة الصلاة على روح المؤمن المذكورة في الحديث قبل، باللعن في روح الكافر.

وقوله: (وذكر المتلاعنين عند النبي كذا لهم، وعند ابن السكن: (التلاعن) (٣) وهو الصواب، وعليه يدل سياق الحديث.

قوله: في قتلى بدر: (فقال رسول الله ، وهو يلعنهم ﴿فَهَلْ وَجَدتُّمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا﴾ [الأعراف: ٤٤] (٤) كذا بالعين للقابسي وعبدوس، وعند الأصيلي وأبي ذر: "يلقنهم" وليس بشيء، وعند ابن السكن والنسفي: (يلقيهم) وهو الوجه أي: في القلب، كما جاء في الحديث الآخر مفسرًا.


(١) مسلم (٦٩٢).
(٢) مسلم (٢٨٧٢).
(٣) البخاري (٥٣١٠).
(٤) البخاري (٤٠٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>