للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه، أن صوابه: ثم يدركه الهرم، ثم قامت عليكم ساعتكم، وهذا بعيد غير سائغ في جهة اللسان، إذ لا جواب هنا للشرط، وأيضًا فإنه إن قدم هذا اللفظ في هذا الحديث فما يصنع في غيره من الأحاديث كقوله: (إن يَعِشْ هذا الغلام فَعَسَى أَنْ لا يُدْرِكُهُ الهَرَمُ حَتَّى تَقُومُ السَّاعَةُ) وإنما معناه وتأويله الذي يرفع إشكاله ويشهد بصدقه ، على كل حال، ما جاء في أول الحديث الآخر: (كان رجال من الأعراب جفاة يسألون النبي : متى الساعة؟ وكان ينظر إلى أصغرهم ويقول: إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم يعني: موتكم) بهذا فسر الحديث من سلف من أئمتنا كقوله: من مات فقد قامت قيامته.

ومثله في الباب. قوله: (لم يترك من عملك شيئًا) (١) كذا لأكثر الرواة، وعند الأصيلي: "لن" وهو المعروف.

ومثله في الاستئذان في حديث أبي موسى: (إن لم يجد بيّنة لم تجدوه) (٢) كذا لأكثرهم، وعند الجياني: (لن) ومثله في صحيح مسلم في الاستئذان في حديث أبي موسى: (وإن لم يجد بيّنة فلم يجدوه) كذا عند كافة شيوخنا، وليس بوجه الكلام، وفي بعض النسخ: فلن يجدوه، وفي بعضها: لم يجدوه، وهذان الوجهان وجه الكلام على ما تقدم.

وفي حديث الغار (حتى ألمت بها سنة) (٣) كذا للرواة ألمت: مشدد الميم بعدها علامة التأنيث أي: حلت بها وغشيتها، والسنة هنا الشدة، وعن القابسي: (ألممتُ بها سنة) بسكون اللام ورفع تاء المتكلم، ونصب سنة على الظرف الوقت المعلوم من الزمان، والأول أشبه بمفهوم القصة، ومساق الكلام واضطراب المرأة لما فعلته.

وقوله: في حديث العرنيين قول عمر بن عبد العزيز: (فقال لنا:


(١) البخاري (١٤٥٢).
(٢) مسلم (٢١٥٤).
(٣) البخاري (٢٢٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>