للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأرواحهم، وينطلق على ذات كل روح، وضبطه بعضهم عن القابسي: "شيم" بشين معجمة جمع شمية شمية وهي: الطباع وهو تصحيف.

وقوله: (ونسواتها تنطف) (١) كذا لهم، ولابن السكن: (ونوساتها) بتقديم الواو، كما ذكره البخاري، عن عبد الرزاق، وهو أشبه بالصحة وهي الذوائب والضفائر، وضبطه بعض شيوخنا، عن أبي مروان: (نوّاسات) بتشديد الواو إلا أن تكون الكلمة مشتقة (٢) من النسو: وهو انحات شعر الإبل عنها عند سمنها، فقد يمكن أن تشبه بها الذوائب، بما تعلق منها بعضها ببعض، ويستعار لها ذلك.

وفي التفسير: (نسيًا قال: النسي: الحقير) (٣) كذا لهم، وعند الأصيلي: "السيء الحقير"، يريد تفسير النسي، وكلاهما صحيح بمعنى.

وفي حديث إماطة الأذى عن الطريق: (افعل كذا، افعل كذا، أبو بكر نسيه، وأمِرَّ الأذى عن الطريق) (٤) كذا لهم، وهو الصحيح، وعند العذري "أبو بكر فسره" وهو تصحيف.

وفي حديث جابر في الحج: (فقام في نِسَاجة) (٥) كذا عند الفارسي وضبطه التميمي: بكسر النون وفتح السين، وكذا رواه أبو داود، وفسره في حديثه يعني: ثوبًا ملففًا، والذي عند ابن ماهان وغيره، من رواهُ مسلم (في ساجة) وهو الصحيح، وهو ثوب. وقيل: الطيلسان الغليظ الخشن.

وفي تفسير هل أتى: (كان نسيًا ولم يكن مذكورًا) (٦) كذا لابن السكن، ولغيره (كان شيئًا) وهو الصحيح؛ لأنَّه إنما فسر بذلك. قوله: ﴿لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا﴾ [الإنسان ١]: أي إنما كان عدمًا، وقد اختلف المتكلمون في إطلاق الشيء على المعدوم، ومذهب متكلمي أهل السنة: أنه لا يطلق على المعدوم وغيرهم يطلقه.


(١) البخاري (٤١٠٨).
(٢) كذا في المخطوطتين (أ، ب) (إلا أن تكون الكلمة).
(٣) البخاري، أحاديث الأنبياء، باب (٤٨).
(٤) مسلم (٢٦١٨).
(٥) مسلم (١٢١٨).
(٦) البخاري مقدمة سورة (هل أتى).

<<  <  ج: ص:  >  >>