للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن الأنباري: والوجه الأول يعني التفريق هو المعروف، والذي عليه أهل اللغة. قال: والضم مصدر التوضي يقال: وضؤ يوضأ وضوءًا ووضاءة، واشتقاق الوضوء من الوضاءة وهي النظافة والحسن لأنَّهُ يحسن الإنسان وينظفه.

وقوله: (الوضوء مما مست النار) (١) بالضم، من هذا لأنَّهُ تنظيف فحمله كثير من السلف وبعض العلماء على الوضوء الشرعي، وحمله آخرون على اللغوي، وهو غسل اليد وما أصابت من زهمه، ومنه الوضوء قبل الطعام وبعده.

وكذلك اختلفوا في معنى أمره الجنب بالوضوء قبل أن ينام فقيل: المراد به الوضوء الشرعي، وهو مذهب كافة العلماء على اختلافهم، في وجوبه واستحبابه. وقيل: المراد الوضوء اللغوي، وهو غسل ما به من أذى إذا أراد أن ينام أو يطعم.

وقوله: (خذي فرصة ممسكة فتوضئي بها) (٢) ويروى فتطهري. يفسره في الحديث تتبعي بها أثر الدم أي: تطيبي بها، وتنظفي. ومر في باب الميم.

وقوله: (فأتي بميضأة) (٣) المطهرة التي يتطهر منها، مفعلة من الوضوء، والميم زائدة.

وقوله: (أن كانت جارتك أوضأ منك) (٤) أي: أحسن، وكذا قوله: (وكان الفضل رجلًا وضيئًا) (٥) وكذلك قوله: (لقلَّما كانت امرأة وضيئة) (٦) أي: حسنة وقد يسهل ويترك همزه وتشد ياؤه للإدغام، فيقال: وضية، وقد ذكرنا الخلاف في هذا الحرف في الحاء، والوضاءة: النظافة والحسن.

وقوله: في حديث المطهرة (فتوضأ منها وضوءًا دون وضوء) (٧) وفي


(١) البخاري (٥٤٥٧).
(٢) البخاري (٣١٥).
(٣) أبو داود (١٠٨).
(٤) البخاري (٥١٩١).
(٥) البخاري (٦٢٢٨).
(٦) البخاري (٢٦٦١).
(٧) مسلم (٦٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>