للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: في باب قتال الذين ينتعلون الشعر: (وهو هذا البارز. وقال سفيان مرة: وهم أهل البارز) (١) كذا قيده للأصيلي بتقديم الراء على الزاي وفتحها، ووافقه على ذلك أكثر الرواة ابن السكن وغيره، إلا أنهم ضبطوه بكسر الراء، وقيده كذا بعضهم، قال القابسي: يعني البارزون لقتال الإسلام أي الظاهرون، وقيده أبو ذر في اللفظ الآخر: البازر. بتقديم الزاي مفتوحة.

في حديث إدام أهل الجنة: قال: (بالام ونون) (٢) بفتح الباء بواحدة ولام مخففة وآخره ميم، كذا جاء في جميع الروايات، إلا أنه جاء للمروزي في كتاب الرقائق: باللام. بنصب اللامين والمعروف: بالام. كما قلنا قيل، وفسره في الحديث بالثور، والنون بالحوت، فأما النون فمعروف في كلام العرب وفي كتاب الله تعالى، وأما بالام فليست هذه الكلمة بعربية والله أعلم، ولا ذكرها أحد عن لسان العرب، ووجدت هذا الحرف في هذا الحديث في مختصر الحميدي قال: باللأى، بباء الإلزاق المكسورة ولام مشددة مفتوحة بعدها همزة مفتوحة، واللأى في كلام العرب الثور الوحشي على وزن اللمى، وما أعلم من رواه هكذا إلا ما رأيته، فإن كان إصلاحًا مما ظنّه مصحفًا فقد بقيت لنا زيادة الميم من باللام، إلا أن يقول إنها صحفت من الياء المقصورة من اللأى. وذكر الخطابي في شرحه هذا الحرف على ما رواه الناس وقال: لعل اليهودي أراد التعمية فقطع الهجاء وقدم أحد الحرفين، وإنما المرتبة: لام، يا هجاء، لأى على وزن لعى، أي ثور فصحف فيه الراوي فقال: باللام. يريد بالباء، وإنما هو بالام بحرف العلة، قال هذا أقرب ما يقع لي فيه إلا أن يكون عبر عنه بلسانه ويكون ذلك في لسانهم: بلا، وأكثر العبرانية فيما يقولونه مقلوب على لسان العرب بتقديم الحروف وتأخيرها، وقد قيل: إن العبران هو العربان، فقدموا الباء وأخروا الراء. قال القاضي : وكل هذا مع ما فيه من التحكم والتكلف غير مسلّم، لأن هجاء اللأى: (لام، وألف. وياء) لا: لام، يا. كما قال. وأولى ما يقال في ذلك أن تقرأ الكلمة على وجهها وتكون كلمة عبرانية، ألا ترى كيف سألوا اليهودي عن تفسيرها لما ذكرها، ولو كانت كما قال الحميدي لما سألوه، ولعرفت الصحابةُ الكلمة لأنها عربية.


(١) البخاري (٣٥٩١).
(٢) البخاري (٦٥٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>