للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: (يسرق البيضة فتقطع يده) (١) قيل: هي بيضة الطائر المعروفة، وهو على مذهب من يقطع في القليل والكثير. وقيل: هو على ضرب المثل للقليل، وإن العادة تحمله إذا سرق البيضة على سرقة ما هو أكثر منها، فتقطع يده. وقيل: المراد بيضة الحديد التي لها قيمة.

وقوله: (وأعطيت الكنزين الأبيض والأحمر) (٢) قيل: هما الفضة والذهب، وقيل: ملك كسرى وقيصر، لقوله في الحديث الآخر: (ولتنفِقُنَّ كنوزهما في سبيل الله) ولقوله: (لتفتحن عصابة من المسلمين كنز كسرى الأبيض) ولقوله: (إني لأبصر قصر المدائن الأبيض) وفي الشام قصورها الحمر.

وذكر في الحديث في بيع الطعام (البيضاء) (٣) جاء تفسيرها في حديث سفيان: أنه الشعير. وقال الداودي: هي البيضاء من القمح. وقال الخطابي: البيضاء الرطب من السلت كره بيعه باليابس منه. وقال الداودي: هو مقتضى قوله في الموطأ: (الحنطة كلها البيضاء والسمراء. والشعير) فقد جعلها غير الشعير، وهي المحمولة وهي حنطة الحجاز، ويدل عليه قوله: (ثلاثة آصع من البيضاء بصاعين ونصف من حنطة شامية) (٤).

وقوله: (رأى رجلًا مبيضًا) (٥) بفتح الباء وكسر الياء: كذا ضبطناه على أبي بحر، أي لابس بياض. قال ثعلب: يقال: هم المبيضة والمسودة، وضبطه غيره مبيضًا، وهو أوجه هنا لأنه إنما قصد إلى صفته في ذاته.

وقوله: في الحج عن عائشة : (ثم تقف حتى يبيضَّ ما بينها وبين الناس من الأرض) (٦) قال مالك: معناه يظهر لها الأرض، يريد يذهب الناس من الموقف، وبضده السواد للمكان المعمور، ومنه سواد العراق وسنذكره.


(١) البخاري (٦٧٨٣).
(٢) مسلم (٢٨٨٩).
(٣) الموطأ (٦١١).
(٤) الموطأ (١٣٣٤).
(٥) مسلم (٢٧٦٩).
(٦) الموطأ (٨٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>