للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: حل من إحرامه وأحل، صحيحان بمعنى، وكان الأصمعي ينكر أحل، وقد جاءت الأحاديث بالوجهين يحل ويحل: بفتح الياء وضمها حلًا بالكسر، وكذلك إذا خرج من الحرم إلى الحِل، وحل الشيء يُحل بالضم وجب ووقع حلًا بالفتح.

ومنه في حديث أم حبيبة: (لن يعجل شيئًا قبل حله أو يؤخره عن حله) (١) وكذلك حل بالمكان يحل حلولًا، نزل به وأحل إحلالًا خرج من الشهور الحرم أو من ميثاق عليه، ورجل محرم، ومحِل.

وفي حج الموطأ: قوله في الصيد: (فوجدوا ناسًا أحلة يأكلونه) (٢) كذا رويناه كأنه جمع حلال بالكسر، وهو جمع حلال بالفتح.

وحلت المرأة من عدتها تحل حلًا بالكسر فيهما، إذا صارت حلالًا للأزواج، وكذلك كل شيء صار حلالًا، ورجل حل وحلال إذا لم يكن محرمًا، ومنه أنا حل.

وفي الحديث: (لحله ولحرمه) (٣) قال ثابت ومن قال: لإحلاله، فقد أخطأ. قال ثابت: وقد يكون الإحلال: الحلاق، ومنه قوله: وأحله محرش أي: حلقه في عمرة الجعرانة.

وأحل علكيم رضواني أي: أنزله بكم وأشعركم إياه.

وكل هذه الألفاظ متكررة في هذه الكتب وآثارها.

وقوله: استحلوا العقوبة أي: وجبت عليهم كما تقدم، أي استوجبوا أن تحل بهم، أو استحقوا أن تحل بهم، أو استحقوا أن تجب عليهم، وكذا رواه القنازعي: (استحقوا) (٤) بالقاف.

وقوله: (وحلت له شفاعتي) (٥) قيل غشيته وحلت عليه، وقيل: وجبت وحقت.


(١) مسلم (٢٦٦٣).
(٢) الموطأ (٧٩١).
(٣) مسلم (١١٨٩).
(٤) الموطأ (١٨٦٦).
(٥) البخاري (٦١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>