للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وخطوط كأنها السيور وهي الشراك يخالطها حرير. وقال الخليل وغيره: هو ثوب مضلع بالحرير. وقيل: الأشبه أنه مختلف الألوان، وفي كتاب أبي داود، تفسيره في الحديث: السيراء المضلع بالقز. وقيل: هو نبت شبهت به الثياب. قال مالك: والسيراء وشي من حرير. قال ابن الأنباري: والسيراء أيضًا الذهب. وقيل: هو الحرير الصافي.

والحلة ثوبان غير لفقين رداء وإزار سميا بذلك لأنه يحل كل واحد منهما على الآخر. قال الخليل: ولا يقال حلة لثوب واحد. وقال أبوعبيد: الحلل برود اليمن. وقال بعضهم: إنما تكون حلة إذا كانت جديدة لحلها عن طيها، والأول أكثر وأشهر. وفي الحديث: أنه رأى رجلًا عليه حلة اتزر بإحداهما، وارتدى بالأخرى، فهذا يدل أنهما ثوبان. وفي الحديث الآخر: رأى حلة سيراء، حلة سندس، وهذا يدل أنها واحدة.

وقوله: في حديث أبي قتادة، (ثم ترك فتحلل فدفعته) (١) أي: ترك ضمي الذي ذكره أول الحديث، وتحلل أي: ضعفت قواه وانحلت ضمته، كما قال في الحديث الآخر. (ثم أدركه الموت فأرسلني).

قوله: في الجار: (لا يحل له أن يبيع حتى يؤذن شريكه) (٢) لا يحل هنا على الحضّ والندب لا على الوجوب.

وقوله: في الإيمان: (إلا تحللتها) (٣) أي: كفرتها من قوله تعالى: ﴿تَحِلَّةَ أَيْمَنِكُمْ﴾ [التحريم: ٢].

قوله: (لا تمسه النار إلا تحلة القسم) (٤) أي: تحليلها. قيل: هو قوله ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ﴾ إلى قوله: ﴿وَإِن مِنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ [مريم: الآيات، ٦٨ - ٧١] قاله مالك وأبو عبيد وغيرهما: وهو الجواز على الصراط أو عليها وهي جامدة كالإهالة. وقيل: المراد سرعة الجواز عليها وقلة أمد الورود لها


(١) البخاري (٤٣٢٢).
(٢) مسلم (١٦٠٨).
(٣) البخاري (٣١٣٣).
(٤) البخاري (٦٦٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>