للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و (التحيات لله) (١) قيل: معناه السلام على الله. وقيل: الملك الله، وقيل: الثناء الله. قال القتبي: وإنما جمعها لأن الملوك كانوا يحيون بكلمات مختلفة فأمر أن يقول: التحيات لله أي: إن ما يستحق الملك من التحية أو يكنى به عنه الله. وقال بعضهم: إنها من قوله تعالى ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: ١٦٢] ورد قوله هذا أهل العربية.

وفي الحديث: الحياء من الإيمان، وإذا لم تستح فاصنع ما شئت، وسيأتي تفسيره في الصاد.

وقوله: (الحياء من الإيمان) (٢) و (كان النَّبِيّ أكثر حياءً من العذراء في خدرها) (٣) ممدود يقال: استحيا الرجل واستحيى يستحي ويستحيي معًا، هو وإن كان في الغرائز والطباع، فهو من خصال الإيمان، ومما يمنع ما يمنع منه الإيمان، وأما من الحياة فحيي بكسر الياء الأولى، وفتح الثانية يحيى. وقيل: حيي أيضًا بإدغام الأولى في الثانية، وكذلك حييت الشمس: استحرت.

ومنه الحديث في صلاة العصر (والشمس حية) (٤) أي: مستحرة بعد، لم يذهب حرها، كما قال في الحديث الآخَر (نقية) وقيل: بينة النور لم يتغير ضياؤها قالوا: والشمس توصف بالحياة إذا كان عليها، نهار، فإذا دنت للغروب لم توصف به.

وقوله: (أحيينا ليلتنا ويومنا) (٥) بمعنى قوله في الحديث الآخر: أسرينا.

وقوله: (حي على الصلاة، حي على الفلاح) و (إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر) (٦) و (حي هلا بكم) (٧) و (حي على الوضوء) (٨) معنى هذا كله: أقبل وهلم على الوضوء والصلاة، وعلى ذكر عمر عند ذكر الصالحين، قال


(١) البخاري (٨٣١).
(٢) البخاري (٢٤).
(٣) البخاري (٣٥٦٢).
(٤) البخاري (٥٤١).
(٥) البخاري (٣٦٥٢).
(٦) أحمد (٢٧٦٥١).
(٧) البخاري (٣٠٧٠).
(٨) البخاري (٥٦٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>