للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي حديث الثوم والبصل: (أتى بقدر فيه خَضِرات) (١) بفتح الخاء وكسر الضاد منه جمع خضرة أي: بقول خضرة، كما جاء في الحديث الآخر. فيه بقل، والعرب تقول للبقول: الخضراء، وضبطه الأصيلي خُضَرات: بضم الخاء وفتح الضاد.

وقوله: (أبيحت خضراء قريش) (٢) كذا جاءت الرواية في مسلم بالخاء، وكذا ذكره البخاري أيضًا، ومعناه: جماعتهم وأشخاصهم وحالهم، والعرب تكني عن الخضرة بالسواد، وعن السواد بالخضرة، وعن الأشخاص بالسواد، ومنه سواد العراق أي: المعمور منها بالشجر. وقال الله تعالى ﴿مُدْهَامَّتَانِ (٦٤)[الرحمن: ٦٤] أي: شديدة الخضرة من الري. والأصمعي وغيره يقول: إنما تقول العرب: غضراهم بالغين المعجمة أي: خيرهم، والغضارة: العيش الناعم.

وفي حديث الخضر: (أنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تهتز تحته خضراء) (٣) كذا للراوة أي: نباتًا أخضر غضًا. وفي رواية الكسائي: خضراء وكلاهما صحيح، والفروة الأرض التي لا نبات فيها. وقيل: الحشيش اليابس.

وفي الحديث الآخر: (ورأى رفرفًا أخضر) (٤) الخضرة معلومة في الألوان ومثله: ﴿وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا﴾ [الكهف: ٣١] وفي رواية غير الأصيلي: رفرفًا خضرًا أي: أخضر، والعرب تقول: أخضر خضر، كما تقول: أعور عور، ولغيرهم خضراء والأول أشهر وأصوب.

وقوله: في قبر المؤمن: (ويملأ عليه خضرًا) (٥) أي: نعمًا غضة ناعمة، وأصله من خضرة الشجر.

وقوله: وفي تفسير الحنتم: (الجر الأخضر) (٦) قيل: معناه المزفت الأسود


(١) البخاري (٨٥٥).
(٢) مسلم (١٧٨٠).
(٣) البخاري (٣٤٠٢).
(٤) البخاري (٤٨٥٨).
(٥) مسلم (٢٨٧٠).
(٦) مسلم (١٩٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>