للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: (ورجل تَصَدَّق أخْفَى حتى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ) (١) الحديث، كذا لهم أخفى أفعل، وضبطه الأصيلي إخفاء: بكسر الهمزة ممدود مصدرًا، وكلاهما له وجه يقال: أخفيت الشيء إذا سترته وخفيته أظهرته، وقيل: هما بمعنى من الأضداد.

وقوله: في التفسير: (أكننت الشيء: أخفيته، أظهرته) (٢) كذا لهم وهو صحيح على أحد الوجهين المتقدمين قبل، والأوجه هنا بمساق الكلام، وكننته وخفيته: أظهرته وهو المعروف وهذا على الوجه الأول المتقدم.

وقوله: (خفضي عليك أي بنيه) (٣) بمعنى هوّني و (خفّفي) في الروايات الأخر، كذا للمستملي وللحموي وأبي الهيثم: خفي ولغيرهم: خففي، ومعناه متقارب من تهوين الأمر وتحقيره.

قوله: في حديث ابن أبي شيبة في خبر عبد الله بن أبي بن سلول، في كتاب المنافقين، وقوله: ﴿لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا﴾ [المنافقون: ٧] من حوله) (٤) قال زهير: وهي في قراءة عبد الله من خفض "حَوْلِهِ"، كذا عند العذري، وكذا رويناه عن القاضي أبي علي وأبي بحر عنه، وكذا ضبطناه على أبي بحر (٥) خفض وكذا ذكره ابن أبي شيبة، شيخ مسلم فيه في مصنفه بنحو منه. فقال: وهي في قراءة من خفض "من حوله" نبه ابن أبي شيبة على أن روايته فيه، كذا من بالخفض ليرفع الإشكال، ويرى مخالفة من رواه بالفتح، وكذا رواه بعض شيوخنا في كتاب الترمذي (من كان حوله) وأما روايتنا فيه فليس فيها كان، ورواه بعض رواة مسلم، وهي في قراءة عبد الله من حوله، وكذا كان عند السمرقندي، وروينا عن أبي بحر عن القاضي الكناني، من طريق ابن ماهان من خفض حوله، كذا وجدته مقيدًا عنه بخطي في حاشية كتابي، وفسره الكناني بأن معناه: من تحفٍّ به وانعطاف عليه كأنه من قوله:


(١) البخاري (٦٦٠).
(٢) البخاري بعد الحديث (٤٧٧٢).
(٣) البخاري (٤٧٥٧).
(٤) البخاري (٤٩٠٣).
(٥) كذا في المخطوطة (أ) والمطبوعة، وفي المخطوطة (ب): على أبي بحر عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>