للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بفتح التاء في المذكر والمؤنث، والواحد والجميع، تقول أرأيتك وأرأيتكما وأرأيتكم ولم تثنّ ما قبل علامة المخاطب ولم تجمعه، فإذا أردت معنى الرؤية ثنيت وجمعت وأنثت فقلت: أرأيتك قائمًا، وأرأيتك قائمة، وأرأيتاكما وأريتموكم وأرأيتكن.

قوله: في حديث سهل ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ﴾ [البقرة: ١٨٧] قال: (حتى يتبين له رِئْيَتُهما) (١) كذا ضبطناه: بكسر الراء وهمزة ساكنة بعدها، عن محققي شيوخنا وهو صوابه، ومعناه: منظرهما وما يرى منهما، ووقع عند بعض شيوخنا بخطه: بفتح الراء وكسر الهمزة، ولا وجه له هنا إنما الرئي بكسر الهمزة وفتح الراء، وكسرها تابع الكاهن من الجن.

وقوله: في حديث الكسوف: (رأيت الجنة) (٢) كذا لهم، وعند ابن وضاح وبعضهم: أريت على ما لم يسم فاعله وكلاهما صحيح.

وقوله: (خطب فرأى أنه لم يسمع) (٣) أي: ظن، وللعذري والسمرقندي: فرئي بضم الراء وكسر الهمزة على ما لم يسمّ فاعله مقلوب، من أريت فأخرت الهمزة أي: أظهر إليه، وهو راجع إلى معنى ظننت.

وهذه الألفاظ يتكرر مثلها في الحديث، فمتى جاء بمعنى الظن والحسبان كان أرى وأريت: بالضم إلا أن يأتي على ما لم يسم فاعله، فيأتي لهما جميعًا.

وقوله: (إن أهل الجنة ليتراءَون أهل عليين) (٤) أي: ينظرون إليهم، ويتعاطون رؤيتهم.

ومنه قوله: (تراءينا الهلال) (٥) أي: تعاطينا رؤيته وتكلفناها.

قوله: (أرني إزاري) (٦) في باب فضل مكة، قيل: معناه أعطنيه، وتقدم


(١) البخاري (٤٥١١).
(٢) البخاري (٧٤٨).
(٣) مسلم (٨٨٤).
(٤) مسلم (٢٨٣١).
(٥) مسلم (١٠٨٨).
(٦) البخاري (١٥٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>