للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مؤخرًا. قال بعضهم: ما في البخاري الصواب. وربي هنا قسم على صحة ما ذكره، وكلتا الروايتين تصح على القسم، ووجدته في أصل شيخنا التميمي من طريق ابن الحذّاء، وذرى أي: فعل به ما أمرهم به من أن يذروه في الريح بعد حرقه وسحقه، وهذه الرواية هي الوجه في الحديث ويكون تأخيره في كتاب مسلم أصوب، لكنه لم يكن عند أحد من شيوخنا غيره، ويحتمل أن يكون مغيرًا من العهد والميثاق أيضًا فإن الرباب: بالكسر العهد والمعاهدون يقال لهم: إربة مثل: إغرة فلعله فِعْلٌ منه والله أعلم. وعليه حمله بعض الشارحين.

قوله: (الصَّلاةُ في مَرَابِضِ الإبِل) (١) كذا للأصيلي، ولغيره (مواضع) وهو أصح، وإنما يستعمل المريض في الشاء، يقال: ربضت الدابة ربوضًا: بركت، وأصل المعطن للإبل، وسيأتي في حرفه.

وقوله: (ذاك مال رائح ويروى رابح) (٢) معًا: بالباء بواحدة من الربح بالأجر وجزيل الثواب، أي: ذو ربح أو رابح ربُّه، وقيل: تفسير كريم: كثير الريح وبالياء باثنتين تحتها من الرواح عليه بالأجر على الدوام، ما بقيت أصوله وثماره، وقد اختلفت رواة الموطأ عن مالك بالوجهين، وبالياء باثنتين رواية يحيى بن يحيى الأندلسي وبعضهم، وبالباء وحدها رواية أبي مصعب وغيره، والقعنبي شك في أحد اللفظين فقال: رابح أو رائح. وقد ذكر البخاري فيه الوجهين عن أصحاب مالك، فذكر عن ابن أبي أويس، ويحيى بن يحيى التميمي بالياء باثنتين، وعن التنسي، وروح بن عبادة بالباء بواحد، ذكره مسلم.

وفي كراء المزارع في حديث إسحاق: (نؤاجرها على الربيع) (٣) كذا للعذري والسجزي: بفتح الراء أي: الجداول، على ما فسرناه قبل، وكما جاء في غيره من الأحاديث أي: على ما ينبت على شط هذه الجداول فهو لرب الأرض يختص به، وما عداه للزارع وهو غرر، فلذلك نهى عنه، وعند


(١) البخاري، كتاب الصلاة، باب (٥٠).
(٢) البخاري (٢٧٦٩).
(٣) البخاري (٢٣٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>