للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبي عيسى سبوعه، وكذلك ضبط بعضهم: طاف سبعاً، والسبع إنما هو جزء من سبعة والمعروف عند أهل اللغة: إذا ضممت أدخلت الواو، وهو جمع سبع، مثل: ضرب وضروب عند بعضهم، وقال الأصمعي: جمع السبع أسبع.

قوله: (سابع سبعة) أي: أنا سابعهم وهم سبعة بي، ومنه: سبعت سليم يوم الفتح: أي: كانت سبعمائة.

وقوله: (كل حسنة بسبع أمثالها إلى سبعمائة ضعف)، وسبعون حجاباً، ومثل هذا مما جاء في الحديث من ذكر: السبعة والسبعين والسبعمائة ونحوها. قيل: هو على ظاهره وحصر عدده فيما وقع فيه، وقيل: هو بمعنى التكثير والتضعيف لا حصر عدده. قال الهروي: والعرب تضع التسبيع موضع التكثير والتضعيف، وإن جاوز عدده.

قوله: (أمرنا أن نسجد على سبعة أعظم) (١): قال ابن مزين: يريد الوجه والكفين والركبتين والرجلين، وسمي كل واحد منها عظماً، وإن كانت عظاماً لاجتماعها في ذلك العضو.

وقوله: (للبكر سبع وللثيب ثلاث) (٢) أي: سبع ليال لا يحسبها عليها ضرائرها، وذلك لتتأنس بالرجل، ويزول عنها خفر البكارة ولحدتها أيضًا للزوج، وقوة شهوته إليها، على من عهده قبل. والثيب دون ذلك، بزوال الحياء عنها بالثيوبة، فاحتاجت إلى تأنيس دون ذلك.

وقوله: في خبر الذئب (من لها يوم السبُع) (٣) كذا رويناه: بضم الباء. قال الحربي، ويروى بسكونها، يريد السبع قرأ الحسن ﴿وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ﴾ [المائدة: ٣] بالسكون، وقال ابن الأعرابي: السبع الموضع الذي عند المحشر يوم القيامة، أراد من لها يوم القيامة، وبعضهم يقول: السبع في هذا بالسكون، وأنَّه يوم القيامة: وأنكر بعضهم هذا، وقيل: يحتمل أنه أراد يوم السبع يوم


(١) البخاري (٨١٠).
(٢) مسلم (١٤٦٠).
(٣) البخاري (٢٣٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>