للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبي داود وغيره، وأثبت بعضهم سره ولم يعرفه الأزهري. قال أبو داود: وقيل: سره وسطه. وقيل: آخره، وسر كل شيء جوفه، وأنكر هنا الخطابي: أن سره أوله، وذكر قول الأوزاعي: سره آخره وقال: سمي آخره سراً لاستسرار القمر فيه.

وذكر مسلم في حديث عمران بن حصين: (أصمت من سرة هذا الشهر) (١) وهذا يدل أنه وسطه.

وقوله: (تبرق أسارير وجهه) (٢): هي خطوط الجبهة وتكسرها، واحدها سرٌّ وسررٌ، والجمع أسرار: والأسارير: جمع الجمع. قال الأخفش: أسرار الوجه محاسنه وخطوطه.

وقوله: (حدثني عنبسة بحديث يتسار إليه فيه) (٣) بتشديد الراء وفتح أوله يتفاعل من السرور أي: يسرّ به.

وقوله: (وادٍ يقال له السرر) (٤): بضم السين لأكثرهم وضبطه الجياني: بالضم والكسر معًا.

وقوله: (سُرَّ تحتها سبعون نبيًا) (٥) قيل: هو من السرور أي: بشروا بالنبوءة وقيل: ولدوا تحتها وقطعت سررهم، والسرّ: بكسر السين وضمها ما تقطعه القابلة من المولود عند الولادة من المشيمة فيبين واحدها سر: بالكسر وما بقي من أصلها في الجوف فهو السرة، وتسمية الوادي بما تقدم يعضد هذا التأويل. وقال الكسائي: قطع سره وسرره: بالضم فيهما ولا يقال: قطعت سرته، وذكره ثعلب في نوادره سر: بالكسر لا غير.

وقوله: (فما كان يكلمه إلا كأخي السرار) (٦): هي النجوى والكلام المستتر به، ومنه قراءة السر في الصلاة، والتسري في النِّكاح لأنَّه من التسرر،


(١) مسلم (١١٦١).
(٢) البخاري (٣٥٥٥).
(٣) مسلم (٧٢٨).
(٤) أحمد (٦١٩٧).
(٥) أحمد (٦١٩٧).
(٦) البخاري (٧٣٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>