للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعمل القلب، والإسلام ظاهرًا بما تعلق بعمل الجوارح، وهذا نحو قوله تعالى: ﴿قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا﴾ [الحجرات: ١٤] ففرق بينهما وقد جاء أيضًا بمعنى واحد ومنه قوله تعالى: ﴿فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢٥) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الذاريات: ٣٥، ٣٦] وأصل الإسلام الطاعة والانقياد. ومنه قوله تعالى: ﴿وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ﴾ [البقرة: ١٢٨]، وأصل الإيمان التصديق ومنه قوله تعالى: ﴿وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾ [يوسف: ١٧]، فإذا جاءا مفترقين فعلى أصل الوضع في اللغة، وإذا جاءا مجتمعين فعلى مشاركتهما في معناهما، لأن العمل في الجوارح طاعة لله، وتصديق لأوامره، ووعده ووعيده، وإيمان بذلك، ولأن الإيمان بالقلب طاعة لله وانقياد لأوامره.

وقوله: (إن الرجل ليسلم وما يريد إلا الدنيا، فما يسلم حتى يكون الإسلام أحبّ إليه من الدنيا وما عليها) (١)؛ معناه ينقاد ظاهرًا طلبًا للدنيا، أو يحب الدخول في الإسلام طلبًا للدنيا، فما يلتزمه وينقاد لشرائعه، ويتمكن في قلبه حتى يصرفه عن الدنيا إلى الآخرة.

وقوله: في الإمامة (فأقدمهم سِلمًا) (٢) بكسر السين، كذا رواه مسلم في حديث ابن أبي شيبة، أي: إسلامًا. وفي رواية غيره: أقدمهم سنًا. وفي الحديث الآخر: أكبرهم سنًا، وهذه تعضد الرواية الثانية.

وقوله: (فاستلم الحجر) (٣) قال الأزهري: هو افتعل من السَّلام: بالفتح، كأنه حياه بذلك، وقال القتبي: هو افتعل من السِّلام: بالكسر، وهي الحجارة ومعناه: لمسه كما يقال: اكتحل من الكحل.

وقوله: (عند سلمات الطريق) (٤): بكسر اللام، وأولئك السلمات مثله، كذا ضبطه الأصيلي فيهما. قيل: حجارها، جمع سَلِمة: بالكسر، وضبطه غير الأصيلي فيهما: بفتح اللام: جمع سَلَمة، وهي شجر من العضاه، وهي شجر


(١) مسلم (٢٣١٢).
(٢) مسلم (٦٧٣).
(٣) الترمذي (٨٥٦).
(٤) البخاري (٤٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>